إسماعيل النجار: الرئيس القادم أيَّاً كان لَن يُغَيِّر شيء ولَن يصنع المعجزات
مقالات وتحقيقات |
السبت ٧ نيسان ٢٠٢٤
الشعب اللبناني أسير طموحات جعجع وآمالِه المستحيلة والرئيس القادم أيَّاً كان لَن يُغَيِّر شيء ولَن يصنع المعجزات،
هذا هو واقع الحال في لبنان، دعونا أن لا نذهب بخيالنا أبعد مِمَّا يَجِب؟ لأن الوضع السياسي الحالي القائم على الإصطفافات الغربية والشرقية لن يتغيَّر، ولأن أطراف الصراع الدوليين هُم عمالقة الأرض وحكامها، وبعض الأطراف اللبنانية عبارة عن تفاصيل صغيرة في المشاريع الأميركية والإسرائيلية،
هنا في وطن الأرز لا زال البعض يعيش أوهام الماضي من حالات حتماً إلى حرب الجبل اللذان أوصلاه إلى زنازين وزارة الدفاع، والبعض الآخر من ١٤ آذار يُصَدِّق ما تُوَشوِش له بهِ السفارات، وكُل فريق يقع أسير أحلامه،
سمير جعجع رئيس ما يُسَمَّى بحزب القوات (اللبنانية) يقول أنه لن يسمح بوصول مرشح رئاسي تقف خلفه المقاومة، ويستند إلى قناعة بأن السعودية لن تُغَيِّر موقفها وواشنطن لَن تلين، مكرراً سيمفونية الفدرَلَة والتقسيم،
جعجع هذا نَسِيَ أنه عندما كانَ تيار المستقبل بعِز قُوَّتِه وكانت الأكثرية النيابية بيَد فريقهم أي (١٤) آذار لَم يتجرؤوا جميعاً على إنتخاب رئيس مجلس نواب غير نبيه بِرِّي، وخصوصاً بعدما صَرَّحَ الشيخ نعيم قاسم وقال أن مرشحنا لرئاسة مجلس النواب هو الأخ نبيه بري ونقطة على السطر،
ماذا كانت النتيجة؟
واليوم بعبعَة جعجع وجعجعتهِ لَن تُطعِم فريقهُ خبزاً،
لأن اللاعبين كِبار وكِبار جداً وحزب الله واحداً من اللاعبين الكبار في المنطقة، لذلك يجب عليه هوَ ومَن لَفَّ لَفُه العودة إلى ظهر الميزان والتأكُد كم كيلو غرام يبلغ وزنه ووزن حزبه؟
أميركا وأوروپا في وآد وروسيا والصين في وادٍ آخر والصراع الدولي أكبر بكثير من التفاصيل اللبنانية الصغيرة التي يحكمها الإتفاق السعودي الإيراني، فعندما تقول الرياض كلمتها في الساحة المسيحية
والسنية والدرزية لن يكون هناك أي كلام بعد تلك الكلمة؟ فقط مسموح لهم أن يبحثوا عن مخارج لائقه لحفظ ماء وجوههم الصفراء قبل الذهاب الى مجلس النواب وتأمين النصاب لإنتخاب رئيس ب ٦٧ صوت.
ولكن ماذا سيتغيَّر في الوضع العام إذا أُنتُخِبَ فرنجية أو غير فرنجية؟ البلاد المنقسمة على حالها بتوازنات قِوَىَ برلمانية متساوية ستواجه على كل مفترق طُرُق مطَباً يكون السبب في خلق أزمة سياسية لا تنتهي إلا بتدخل خارجي، يعني في ظل عدم التوافق الداخلي بدنا نواطير تقف على أبوابنا وشيوخ رَبعَة حتى تُصلِح بيننا،
لبنان يحتاج إلى إزالة آثار الماضي من محاصصة وتلزيمات بالتراضي ونهب ثروات وهذا لن يتم إلا بزوال كل الطبقة السياسية القديمة الحاكمة دون إستثناء والإتيان بوجوه جديدة أكفها بيضاء ونظيفة، فهل سيعمل فرنجية على تغيير النظام الفاسد الذي يُشكِلُ هو جزء منه؟
وهل نصدق بأنه سيزعج الإقطاع المصرفي ونجيب ميقاتي أو نبيه بري او غيرهم؟ بدليل انه في كل مقابلاته لم يأتي على سيرة الفساد؟!
ما نستفاد منه من فرنجية فقط أنه لا يطعن في ظهر المقاومة ولكنه يطيل عمر الازمة والطبقة الفاسدة.
البعض ربما يرى ما اقوله تهجماً علي سليمان فرنجية وهذا غير صحيح لكنه الواقع المرير،
بيروت في...
25/4/2023