الأوتوستراد العربي هو طريقٌ مختصر لسالكيه أو لحياة الكثيرين...؟
مقالات وتحقيقات |
السبت ٢٠ أيار ٢٠٢٤
مثالٌ على ذلك حجم الإهمال الذي يطال طريق الأوتوستراد العربي في البقاع الأوسط الذي يُنذر بخطر كبير على سلامة كل من يسلكها. فالأوتوستراد وإن كان يعمل بالاتّجاهين لكن السّيارات تسلكه من جهة واحدة، وذلك بسبب غياب أي إرشادات للسّائقين عليه أو تنظيم للسّير وتحويلاته. وعلى إثر تكرار الحوادث القاتلة عليه، الذي لم يُكمل بعد وهو ليس طريقًا شرعيًّا، أصدر وزير الداخلية بسام المولوي قرارًا مرسَلًا إلى المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي، لتكليف القطاعات المعنيّة اتّخاذ التدابير الّلازمة لمنع حصول هذه المخالفات، فالسّلامة المروريّة ملف لم يعد يحتمل التأجيل؛ لأنه يحصد الكثير من الضحايا نتيجة عدم الوعي الكافي لدى النّاس.
في هذا السّياق، تحدّث الأفضل نيوز مع محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة حول حوادث السّير التي تحدث بشكلٍ شبه يومي على الأوتوستراد العربي، وأشار: "إلى أنّ المحافظة تتابع هذا الأمر بشكلٍ حثيث وقد قامت مفرزة سير زحلة بكتابة تقرير عن وضع الطريق في ١٩ - ٩ - ٢٠٢٢ وأرسلَته إلى قيادة المنطقة، ثمّ أُرسل لي كمحافظ، وقُمت بدوري بإرساله إلى مجلس الإنماء والإعمار ووزارة الأشغال في ٢٢ - ٩ - ٢٠٢٢، وأتاني الرَّدُّ من مجلس الإنماء والإعمار بعد شهر تقريبًا في ١٩ - ١٠ - ٢٠٢٢ ، في حين أنَّ وزارة الأشغال لم ترسل أي ردٍّ، لذلك عاودت إرسال التقرير ذاته في ١٠-١١ -٢٠٢٢ ولم أتلقَ أي ردٍّ لغاية الآن".
وتابع: "نحن في انتظار الرَّدِّ المناسب لنبني على الشيء مقتضاه، فإمّا إقفال هذا الطريق، وامّا إصلاحه وتنظيم السّير عليه بشكلٍ صحيح".
أصدرت المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي بلاغًا بأنها سوف تُباشر بحملة واسعة تهدف إلى التشدّد في قمع مخالفات السّير والحدّ من الحوادث الناجمة عنها.
وفي هذا الصّدد، تحدّث شرطي سير وقال: "منذ سنتين والقوى الأمنية تقوم بضبط المخالفات على هذا الطريق لكن دون جدوى، فيستمرُّ المُواطنون بالمرور عكس السير رغم المحاضر التي تحرّر بحقّهم، ورغم خطورة العبور بشكلٍ معاكس، إضافة إلى معرفة الناس بفظاعة الحوادث التي حصلت على هذا الطريق وعدد الضحايا الذين سقطوا كجرحى أو كقتلى عليه".
وأضاف: "إنّ الحلَّ الوحيد في توعية الناس وتثقيفهم تجاه المخاطر التي يسبّبها المرور عكس السير، ووزير الدّاخلية يتعمّد إرسال الأوامر لضبط المخالفات من أجل التشدّد في الحدّ منها، سيّما وأنّ الطريق لم يفتتح بعد بشكلٍ رسمي".
إنّ أسباب الحوادث المرورية متعدّدة منها ما يتعلّق بالعنصر البشري ومنها ما يتعلّق بعوامل أخرى، ومن أبرز التصرفات الخاطئة لدى السّائقين هو عدم التقيّد بنظام السّير على الطرق مثل تجاوز السرعة المقرّرة، والتجاوز الخاطئ وعدم التقيد بأولويات المرور والسّير في عكس السّير.
وفي حديثٍ مع خبير السّير في زحلة الأستاذ خليل يونس قال: "تبلغ نسبة الحوادث على الأوتوستراد العربي في المنطقة التي تمتدُّ بين شتورة ومجدل عنجر من ٦٠ إلى ٦٥% من إجمالي الحوادث التي تحصل في قضاء زحلة، والسّبب الأول هو عدم تقيد المواطنين بقوانين السّير، والسّبب الثاني وهو الأهم أن الدّولة لم تفتتح هذا الطريق بشكلٍ رسمي، ولم تضع الإشارات التي تحدّد وجهة السّير، أو الروائز التي تحدّد السّرعة، كما أنّ غياب الإنارة عن الطريق على طول الأوتوستراد تزيد من نسبة الحوادث ليلًا"..
يشارك المُواطن الدّولة في الفوضى، فحيث تهمل الدّولة واجباتها، يؤكّد اللّبناني حبّه للفوضى ومخالفة القانون، ومن أجل الوصول إلى وجهته قبل دقائق قد لا يصل أبدًا، ويهدّد حياة غيره ممّن يعبرون الطّرق العامّة.
أماني النجّار - الأفضل نيوز