الهواجس - التحديات والمضاعفات عند المرأة الحامل... تتابعون تفاصيلها مع الدكتورة دجيسي داريدو واكيم الاختصاصية في الجراحة النسائية والتوليد والعقم والتجميل المهبلي، والخبيرة في الحمل العالي الخطورة وتشخيص الجنين ما قبل الولادة
مقالات وتحقيقات |
الجمعة ١٩ نيسان ٢٠٢٤
بداية، طمأنت داريدو النساء الحوامل "بأن الأمراض التي تصيب النساء الحوامل تأتي بنسب قليلة، بينما في المقابل، تصيب التغيرات الطبيعية جميع النساء الحوامل. بدءا من التغيرات الطبيعية التي تصيب جسم المرأة الحامل والتي تساعدها في كثير من الأحيان بالتأقلم مع الحمل والزيادة في وزن الجنين الذي ينمو في داخلها، إلى جانب جعلها تستعد لمرحلة الولادة مع كل المضاعفات التي ممكن ان تحصل في مرحلة الولادة".
" اما على صعيد الهرمونات، فإلى جانب هرمون الحمل، هناك الهرمونات التي ترتفع في الدم، منها (البروجسترون Progesterone) المسؤول عن أغلبية التغيرات، وهو يعمل على صعيد الشرايين والأوعية الدموية والعضلات والاوتار وغيرها. وهناك ايضا هرمون (الاستروجين Estrogen) والذي تفرزه المشيمة، وهو مسؤول عن نمو الرحم والجنين وزيادة حجم الثديين خلال الحمل والقنوات الحليبية. أما الهرمون الثالث وهو (Human Placental Lactogene) المسؤول عن عمليات أيض الدهون وعن انتاج الغلوكوز المفيد لنمو الجنين داخل الرحم. ولكن بعض النساء لديها استعداد وراثي وارتفاع الهرمون هذا لا يكون لصالحها، فتواجه ما يسمى بالInsulin Resistance اي مقاومة الأنسولين، فيصبح عندها استعداد لسكري الحمل، ولا تعود الأنسجة تتجاوب مع عمل الأنسولين وينتج عنها سكري حمل. لذلك ننصح السيدة الحامل الا تمشي بالمعتقد الخطأ والذي يلزمها بزيادة كمية الطعام على أنها لشخصين، بل عليها التنبه لزيادة وزنها، وهذا يعود إلى كتلة الوزن التي انطلقت منها مع بداية الحمل. إذا كانت تنطلق من كتلة طبيعية لا ننصحها بزيادة اكثر من 8 الى 12 كيلو. أما إذا انطلقت من كتلة وزن مرتفعة فنحن ننصح الا تزيد أكثر من7 كيلو، كما أنه عليها ممارسة الرياضة وان تحافظ على نشاطها المعتدل. وهذه التغييرات تبدأ من الاشهر الأولى وترافق الحمل وممكن ان تتطور وان تزيد ولكن اكيد تبقى ضمن إطارها الطبيعي لكي ترافق نمو الجنين. بحسب نمو الجنين تستجد التغيرات".
وعن الغذاء للمرأة الحامل وفقر الدم، أشارت داريدو" الى ان فقر الدم خلال الحمل ممكن ان يحدث بطريقة فيزيولوجية طبيعية، ولكن علينا التمييز بين الفقر الدم الفيزيولوجي والغير فزيولوجي الذي يستدعي ان نتدخل كأطباء. وبما ان التغيرات الفيزيولوجية تحوي على زيادة بحجم الدم بنسبة 50 % أما الكريات الحمراء في الدم تزيد بنسبة فقط 30%، هذا التفاوت يخلق لنا anemia فيزيولوجية. مما يعني إذا كانت السيدة معتادة أن تكون قوة دمها قبل الحمل بمعدل 13% . وخلال الحمل انخفضت الى 11 أو 11.5 %. فعلينا ان نجهد للمحافظة على قوة الدم هذه الى مرحلة الولادة كي تكون السيدة مستعدة لخسارة كمية من الدم خلال الولادة. فنقوم كخطوة وقائية احترازية على وصف الحديد بعد الشهر الثالث من الحمل، كما ننصح باعتماد نظام غذائي صحي معتدل. اما في مرحلة ما بعد الولادة فنكمل بعلاج الحديد Postpartum period،
والانيميا خلال هذه المرحلة مرتبطة بكمية الدم التي قد تخسرها السيدة الحامل خلال الولادة، بينما الأنيميا الفيزيولوجية او فقر الدم الفيزيولوجي لا يرافقها لما بعد الولادة. لان خلال الولادة تخسر المياه من الجسم، وهذه الزيادة التي اعتبرناها في البلازما 50 % لم تعد موجودة ما بعد الولادة، مضيفة الى ان الولادة القيصرية تجعل المرأة تخسر نسبة دم أعلى من الولادة الطبيعية".
وعن السكري خلال فترة الحمل، كشفت داريدو الى ان "السكري اذا كان لدى الحامل استعداد ممكن أن يرافقها ما بعد الحمل، لذلك على المرأة بعد الولادة زيارة طبيبها بعد ستة أسابيع ليجري التأكد من مسألة حملها لمرض السكري، واجراء الفحوصات اللازمة، لتبيان ان كان لديها سكري مزمن او هناك استعداد له وظهر خلال فترة الحمل".
وعن الغثيان أشارت داريدو الى ان 80% من النساء يعانون من الغثيان خلال فترة الحمل، وقد يكون جزء منه نفسي في بعض الأحيان، لكن على الصعيد الفيزيولوجي يعود ذلك الى هرمونات الغدة الدراقية وزيادة حجمها وتدفق الدم فيها ، فهذه الهرمونات تزيد نسبتها خلال الثلاثة أشهر الأولى للحمل.وتعود لمعدلاتها لطبيعية. وهناك سبب آخر للغثيان قد يكون بسبب تحسس بعض النساء لهرمون الحمل وهرمون الاوستروجين، فيسبب الغثيان. لذلك ننصح الحامل بتجزيء الطعام.وفي بعض الأوقات يكون الغثيان غير محمول، فنرفده ببعض الادوية".
وعن تأثير الحمل على الجهاز التنفسي، فأكدت داريدو ان "التغييرات الفيزيولوجية المرتبطة بالجهاز التنفسي في اول مرحلة سببها هورمون البروجسترون التي تسبب الاحتقان على مستوى الأنف والحنجرة، وفي نفس الوقت ومع تقدم الحمل وتمدد الرحم نحو الأعلى يزيد الضغط على مستوى الرئتين. لذلك فإن الرئة لا يكون لديها مجال لأخذ النفس الزائد لهذا تشعر بصعوبة التنفس بعمق، فننصحها هنا بالتمارين التنفسية، خصوصا خلال الاشهر الثلاثة الأخيرة. ولكن مع التقدم الى الاسابيع الأخيرة وعندما يبدأ رأس الجنين بالدخول بالحوض تحضيرا للولادة. هناك ما يسمى بال Pregnancy lightening فيخف الضغط عن الرئتين وتتنفس الحامل بشكل مريح اكثر".
وعن آلام الظهر، تشير داريدو" الى ان آلام الظهر لدى الحامل مرده الى الثقل خلال مراحل الحمل المتقدمة، فيشكل ضغط على مستوى أسفل الظهر، ولكن أيضاً هناك آلام في مع بدايات الحمل، وهو مرتبط بالبروجستيرون الذي يسبب ارتخاء بالاوتار والعضلات. ومن هنا ننصح المرأة الحامل باختيار الوضعية الصحيحة في الجلوس والنوم، وننصحها بممارسة التمارين الرياضية مثل المشي والسباحة والرياضة نصف ساعة يوميا مع بدايات أشهر الحمل وحتى اخر يوم، ولكن لا ننصحها بالقيام بمجهود اذا كان هناك نزيف او مياه او طلق مبكر" الراحة ضرورية في هذه الحالة. والملخص ننصحها بممارسة نشاطها الاعتيادي" .
وتابعت:" ان الشعور بالتورم في منطقة الرجلين مرتبط فيزيولوجيا بكبر حجم الرحم. فحجمه الطبيعي ما قبل الحمل ووزنه 60 غرام، اما خلال الحمل فيصبح كيلو غرام. فيقوم بالضغط على الشرايين على الجزء السفلي للجسم، وبالتالي يسبب تجمع للمياه باسفل الرجل. لذلك ننصح الحامل بالتمدد 30 دقيفة يوميا، وعليها بجوارب الفاريز تفاديا لظهورها. كما ننصح بتفادي الجلوس والوقوف لفترات طويلة.
وفي ما خص المناعة عند الحامل.فكشفت داريدو الى ان الجنين لديه 50 % من ال ADN التابع للأم وليس 100 %، هذا الجنين الذي يتكون داخل رحم الأم هو جسم غريب "بالمعنى المجازي" ، والجهاز المناعي امام تحدٍ يومي بحماية الام والجنين في آن معا، ورغم جدلية هذا الموضوع controversial، لكن على الأم الوقاية في جميع الحالات".
وعن فيروس كورونا أشارت داريدو الى ان لقاح كورونا هو ضرورة ويحمي الحامل ولاحظنا انه ليس لديه اية اعراض جانبية على الحامل والجنين معا"
وعن تساقط الشعر خلال الحمل فتشير داريدو "الى ان ذلك سببه نقص في الحديد، الى أن هرمونات الحمل تقف إلى جانب السيدة الحامل، فيزداد الشعر طولا وكثافة. ولكن خلال الستة أشهر ما بعد الولادة عندما ينخفض معدل الهرمونات يبدأ تساقط العشر".
ولفتت داريدو الى" اهمية الزيارة الدورية للطبيب. وهي زيارة مهمة لتصويب الأشياء لمتابعة الحامل والجنين وحتى لمتابعة زيادة الوزن، كما أنها تساعد في تلافي الأمراض خلال الحمل او حدوث اي مضاعفات، ومرافقة مراحل نمو الجنين وكل شيء متصل بالحمل".
وعن اختيار الولادة الطبيعية او القيصرية. فأشارت" الى ان المنظمات الصحية تثمن رأي المرأة الحامل وتشجعه. ولكن باغلبية الحالات ننصحها بالتوجه نحو الولادة الطبيعية في حال العوامل المرافقة مع هذا الشيء ومع حملها هي مؤاتية وتساعد على الولادة الطبيعية وان تكون أتمت جميع مراحل بشكل طبيعي من دون اي مضاعفات. فنأخذ حينها قرار الولادة الطبيعية او نتوجه نحو القيصرية، وتعد التجلطات ما بعد الولادة من احدى سلبيات الولادة القيصرية".
وعن تحضير المرأة الحامل ليوم الولادة. فأشارت داريدو" الى انه هناك مرافقة نؤمنها للمرأة الحامل في العيادة، وهناك مرافقة خاصة من قبل الفريق الطبي المختص بالولادة، فهناك تمارين الحوض وعضلات الحوض، الى جانب المعنويات المرتفعة والارادة الذاتية للولادة بشكل طبيعي، وايضا من خلال تمارين التنفس التي يجب أن تقوم بها".
ولفتت الدكتورة داريدو عناية النساء في حال وجود أي استفسار او سؤال بعدم التردد والاتصال على الرقم 81/886622 لحجز موعد. او التوجه الى عيادتها الكائنة علة طريق عام شتوره - زحلة، مقابل أفران شمسين، مبنى ابو حمرا الطابق الرابع.
او التواصل معها عبر البريد الإلكترونيhttp://
Www.drjessiedarido.com
حيث تقدم الاستشارات الطبية المجانية
إعداد وتحرير موقع رصد نيوز الإخباري