'إن لم نستطع أن نتعاون فعلينا أن نتبادل الاحترام' .... بقلم 'ثرثار الموقع'
مقالات وتحقيقات |
الثلاثاء ٨ حزيران ٢٠٢٤
سنثرثر لكم ببعض الكلمات البسيطة والواضحة والمفترض أن تكون مفيدة لأحدهم.
يظن البعض ان عصرنا الحديث يحتاج لكمية أكبر من النفاق كي يُرضي الآخرين، وهذا بالتأكيد شيء مؤسف وخاطىء.
النفاق هو أن تقول ما لا تفعل وتظهر عكس ما تخفي في قلبك، أن كان من جهة الخير و الشر، أو من ناحية الحب والاحترام واخفاء الكره والحسد.
المنافق هو الشخص الذي يتسم بهذه الصفات لأنه يمتلك وجهان يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يمر به.
والنفاق من أسوأ صفات بعض الأشخاص فهي تُولد البُعد والكره بين الناس وتفرّق بينهم.
وما أكثر النفاق الاجتماعي في هذا الزمن الحديث، وأبرزه التلوُّن في العلاقات، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصي.
البعض يتّبع مبدأ "أنا منافق إذا أنا موجود"، ولكن هذا البعض مهما ارتفع للقمة سيبقى في ظلمات الأنفاق و تحت الأرض كالأفاعي.
أيها المنافق ستظل موجوداً، ولكنك ستظل أيضاً أحقر من في الوجود، لوقاحتك وغباءك وتملّقك.
لذلك، نتوجه لبعض الاعزاء بالقول "احذروا أهل النّفاق، فإنّهم الضّالّون المضلّون، الزّالّون المزلّون، ونخاف عليكم ممن يقول ما تعلمون ويفعل ما تنكرون".
فما أقبح الإنسان أن يكون ذو وجهين، وأن يقول كثيراً ويعمل قليلاً، فهو للأسف ليس له شخصية ثابتة، وليست له مبادئ أو قيَم، مهزوم من الداخل نشأ على الكذب والخداع والمراوغة، كاذب اللهجة، متأرجح يتمايل حسب مصالحه .
ستجدون المنافقين في كل مكان، وما أكثرهم حولنا بأقنعتهم الزائفة وابتسامتهم الباهتة، ما أحقرهم وقد تواطئوا على طمس الحقيقة وتزيين الباطل. ما أعجبهم وقد انتهجوا الغش والخداع والزيف طريقا إلى القمة.
لأصحاب مقولة " أنا منافق إذاً أنا موجود"، نقول ان هذه النظرية لا تمت للواقع بصلة فهي من محض الخيال، لأن المنافق يقابله الأذكياء الذين يدركون كل ما يجري من حولهم لكنهم يغضون الطرف اما لأنهم مُجبرون أو لأنهم مضطرون، ولا نريد الاستفاضة بالتفسيرات والتحليلات لأن فئة الأذكياء "يدرون جيدا ماذا يفعلون"، لكننا نخاف على الاشخاص الذين لا يستطيعون تمييز المنافق عن الصادق والوفي من الغدّار....!
أيها المنافقون هذه قصتكم، أنتم مكشوفون ومعروفون، توقفوا عما تفعلون وارأفوا بأنفسكم يا سادة كي لا نضطر أن نسمي الأمور بأسمائها ، فمثلما نملك طاقة هائلة من المرح والصدق والصداقة، نملك قدرة على الرد والتسمية والمواجهة.
هذه البداية لربما تسلكون طريق الحق وتبتعدون عن مسار الباطل الذي ننأى بأنفسنا عن سلوكه كي لا نزعج احدا من حولنا وكي نبقى على مسافة واحدة من الجميع وبالتأكيد ليس خوفاً من أحد ، إنما على طريقة "إن لم نستطع أن نتحالف فعلينا أن نتعاون، وإن لم نستطع أن نتعاون فعلينا أن نتبادل الاحترام".
(مع محبتي لكم "الثرثار" )