المطران ابراهيم استقبل وزير الإقتصاد وعرض معه ازمة الخبز وضرورة حماية الأمن الغذائي.
لبنان |
السبت ٢٠ تموز ٢٠٢٤
وبعد اللقاء تحدث المطران ابراهيم للإعلاميين فقال :
" نحن اليوم سعداء جداً بإستقبال معالي وزير الإقتصاد في هذا الوقت الصعب. البقاع فرح جداً بأن يأخذ العناية والإهتمام من وزير الإقتصاد في هذا الوقت الذي يعاني المواطنون فيه في كل الوطن، لكن لدينا شعور اكثر من غيرنا اننا مبعدين عن ساحة المعالجات الضرورية لهموم الناس ومشاكلها، واليوم الأمن الغذائي، بنوع خاص، هو أحد اهتماماتنا الجوهرية الرئيسية لأن الأزمة طالت لقمة العيش، وهي اللحظة الأصعب التي ممكن أن يعيشها اللبناني، لذلك نريد الحفاظ على كرامة الناس وصونها من خلال اللقمة التي لديهم الحق الكامل بالحصول عليها. وأن يكون لديهم وصول اليها وعدم استجدائها والوقوف أمام الأفران لساعات طويلة.
سلام
ومن ثم تحدث الوزير سلام متطرقاً الى ازمة الخبز وقال :
" أنا سعيد جداً أن أكون في قلب البقاع وفي قلب زحلة . نقوم بهذه الزيارة اليوم الى زحلة والبقاع لكي نكون بين الناس. اشكر سيادة المطران ابراهيم على الإستقبال في هذه الداؤ الكريمة، أشكر سعادة النائب جورج عقيص الذي وجه لي الدعوة تلبية لصرخة الناس والظروف التي تمر بها مدينة زحلة. عقدت اليوم عدة اجتماعات في المدينة مع أصحاب الشأن من المزارعين وصولاً الى الأفران. تحدثنا بإنفتاح وواقعية كما تعود الجميع أن اقول الأمور كما هي ليس فقط لتوصيف المشكل بل لإيجاد الحلول. نحن في وزارة الإقتصاد اعتمدنا نهج أن لا نكون وزارة تعتمد " النق " لأنها وزارة معنية بالأمور الحياتية اليومية للمواطن بما في الخبز والمولدات الكهربائية والأسعار، والتي اصبح لنا تسعة اشهر نعمل على معالجتها باللحم الحي ونتعاون مع كل المعنييين بما فيهم النواب والبلديات والأجهزة الأمنية والقضاء، لأننا كلنا نعلم ان وضع البلد يتطلب تضافر الجهود، يتطلب عملاً وطنياً."
واضاف " محور زيارتنا اليوم الى زحلة هو موضوع الخبز والطحين. كلكم سمعتم بالمشاكل والرأي العام عرف اين مكامن الخلل وعرف كيف نشأت هذه الأزمة. الحلول التي تطرقنا اليها اليوم هي اولاً التزام الدولة الكامل بملاحقة أي شخص يستغل لقمة عيش المواطن اللبناني وتحديداً في المناطق البعيدة عن المدينة او عن جبل لبنان مثل مناطق البقاع والشمال التي شهدت غياباً رقابياً لأسباب نعرفها جميعاً، من اضراب عام وصعوبة تنقل وغيرها، لذلك أحببت ان اكون موجود شخصياً اليوم في البقاع وزحلة لكي نضع الإصبع على الجرح ونوصل رسالة مفادها ان الدولة الى جانبكم، وزارة الإقتصاد ومديرية حماية المستهلك ستتابع مع الأفران وسيكون هناك تواصلاً مع كل المعنيين بما فيهم النواب والسلطات الروحية لأننا نتحدث عن لقمة عيش الناس. علينا ان نلجم المخالفات بشكل لأنه تبين معنا ان الطحين الذي دخل الى لبنان والذي هو من مال الناس قد سُرق، نحن سنتابع الموضوع حتى النهاية وسنرد للناس حقوقها. اينما وجدنا مخالفات نفوم بملاحقتها.
نحن مقبلون على فترة أعياد وعلى موسم سياحي والبقاع كما غيره من المناطق ينتظر سياحة داخلية. مناطق البقاع سهلاً وجبلاً وزحلة وغيرها من المناطق سيكون لها رواداً ووافدين من الإغتراب، من عير المسموح الا يكون لديها خبز. نحن مقبلون على موسم جدّي سنضع جهودنا مع الجميع لتأمين كميات الطحين او القمح. لدينا كميات موجودة في البلد نعمل جاهدين على توزيعها بشكل عادل وليس على اساس مناطقي او طائفي. اليوم هناك لقمة عيش يجب ان يأكل منها كل لبناني. نحن نعمل ان يكون هناك توزيع افضل لكل الأفران، واليوم اجتمعنا مع اصحاب الأفران في زحلة والبقاع واستكعنا الى هواجسهم وتعرفنا الى مشاكلهم وسنقوم بمساعدتهم لتجاوزها وبخاصة الأفران الكبيرة التي تغطي شرائح واسعة من المجتمع والتي تعاني من ظروف صعبة، سنواطب طلباتهم وحاجاتهم لنؤمن لهم كميات القمح المطلوبة . نعرف ان لدينا نقص في السوق، ونحن اليوم طلبنا من كل التجار اي من كل المطاحن الذين يطلبون القمح ويغذون السوق أن يتفضلوا بتسليم طلباتهم لأن الإعتمادات ما زالت مفتوحة من قبل الدولة اللبنانية، والدول الخارجية ما زالت تكفل بأن القمح سيصدّر الى لبنان، وهناك طلبيات وضعت تصل خلال عشرة أيام واخرى تصل بعد خمسة عشر يوماً، انشاءالله هذه العناصر مجتمعة تساهم في ايجاد حل تدريجي لهذا الموضوع وتساهم في غياب الطوابير أمام الأفران حتى لا تتكرر المأساة التي عشناها في الماضي مع المحروقات ومحطات البنزين. ونحن بالتعاون مع الجميع سنحقق هذه النتائج."
وفي جواب على اسئلة الصحافيين تطرق الوزير سلام الى موضوع السوق السوداء فقال :
" بكل صراحة جزء كبير من الأفران ما زال يتسلم حصته من الطحين وأنا عرف ان البقاع لديه مطحنة اساسية كانت مقفلة شكّلت خللاً كبيراً في الأسبوعين الماضيين. وفي اجتماعي بالأمس مع المطاحن طلبت منها ووافقت ان تقوم بالتوزيع ععلى كل المناطق بالتساوي وبخاصة المناطق التي ينقص فيها الطحين، وفي البقاع آمل ان تعود المطاحن المقفلة الى العمل وسيصلها كميات من القمح، وبالنسبة الى الأفران للأسف تبين معنا ان العديد من الأفران كانت تدعي النقص بالطحين لكن تبيّن لنا انها تخزّن كميات كبيرة منه. انا من خلال هذا المنبر، ومن حس وطني واجتماعي وانساني اطلب منهم الا يخنوا الطحين ويصلوا الى مرحلة يبيعونه متعفناً. من يملك الطحين عليه انتاج الخبز واطعام الناس. الطحين ليس كله للبيتيفور ولا الكرواسان، اليوم من الضروري اطعام الناس خبزاً ، وهناك ناس تعيش على الخبز، ومن تسمح له نفسه باستعمال القمح المدعوم ليربح فيه عشرين ضعفاً أتمنى ان يكون لديه حس وطني واجتماعي وأن يرحم الناس التي تقف بالطوابير. نحن نقوم بتأمين المادة وندفع ثمنها ونوصلها الى التاجر، نتمنى من التاجر ان يتحلى بالحس الوطني والإجتماعي ويساعدنا لكي لا تبقى الناس واقفة امام الأفران كما نراها اليوم. "
وفي رد على سؤال حول التهريب وتأثير النزوح السوري على وضع الخبز قال سلام
" في كل اطلالاتي الإعلامية لم أحب التطرق الى موضوع النازحين لأنني اعتبرته موضوعاً انسانياً، في النهاية النازح السوري هو انسان ويريد أن يأكل، واليوم وصلنا الى مرحلة سنضطر فيها الى توصيف الأمور كما هي: اليوم لدينا في لبنان مليون ونصف نازح سوؤي وفي اقل حد ممكن هناك 400 الف ربطة خبز يذهبون من الدعم اللبناني الى النازحين السوريين، وهذا يشكل فوق الخمسين في المئة من الدعم للمواطن اللبناني تذهب في هذا الإتجاه. هذه مشكلة اكبر من وزارة الإقتصاد وأكبر من الدولة اللبنانية، هذه مشكلة نعالجها اليوم مع المجتمع الدولي لإيجاد حل لموضوع النزوح السوري. في الأسبوعين الأخيرين سمعنا رئيس الحكومة رفع السقف في هذا الموضوع وجميع الفرقاء السياسيين يعرفون ان البنية التحتية اللبنانية على وشك الإنفجار، من كهرباء ومياه والصرف الصحي, نأمل الوصول الى حلول اقليمية سريعة، ونحن داخلياً كحكومة وسلطة تنفيذية وسلطة تشريعية وسلطة روحية وكل المعنيين علينا ان نضغط في هذا الإتجاه لإيجاد الحلول. ومشكلة الخبز اليوم قد توصلنا الى مشاكل امنية ومشاكل أخرى لا نريدها لذلك نتمنى ايجاد حلول سريعة لهذا الموضوع. ونحن اكتشفنا من خلال تقارير أمنية ان هناك قسماً كبيراً جداً من ربطات الخبز يحمّل في سيارات في البقاع والشمال ويباع الى سوريا حيث تباع الربطة ب50 او 60 الف ليرة وهذا الموضوع يجب معالجته، مسألة الحدود مسؤولة عنها قيادة الجيش والدولة اللبنانية بكافة اجهزتها الأمنية وأنا اتابع معهم الموضوع يومياً.
عقيص
النائب جورج عقيص تحدث ايضاً فقال :
" اشكر معالي الوزير على سرعة استجابته لدعوتنا لزيارة منطقة زحلة والبقاع، وهذا يدلّ كم يستشعر المسؤولية الكبرى في موضوع الرغيف وموضوع الطحين والقمح. والشكر ايضاً لصاحب السيادة على استضافته لنا.
المشكلة التي نواجهها هي مثلثة الأضلاع :
الضلع ألأول هو ملف النزوح السوري وهذه مشكلة قلنا بالأمس انها قنبلة موقوتة لا نعرف متى ستنفجر، واعتقد ان ما نعيشه اليوم من ازمة رغيف وطحين هو وجه من اوجه التحدي الكبير الذي يواجهه لبنان بموضوع تحمّل عبئ النزوح السوري.
الضلع الثاني هو سياسات الدعم التي تعتمدها الحكومات اللبنانية المتعاقبة، رأينا العام الماضي الدعم على المحروقات كيف تمت معالجته، ومدى اذلال الناس على محطات البنزين قبل رفع الدعم وتصبح صفيحة البنزين على السعر التي هي عليه اليوم. لا نريد للبناني والبقاعي ان يذل نفس الذل للوصول الى نفس النتيجة. اليوم البقاعي واللبناني يدفع ثمن ربطة الخبز 713000 ليرة لأنه يصرف صفيحة محروقات في جولته على الأفران للخصول على ربطة خبز.
الضلع الثالث هو موضوع الرقابة وموضوع أخلاقي بالدرجة الأولى من التجار وبعض اصحاب الأفران الذين يستعملون هذه الأزمة ويستغلونها للربح الفاحش.
هذه الأمور الثلاثة اتمنى من الحكومة ممثلة بمعالي الوزير ان تكمل بتصعيد اللهجة في وجه المجتمع الدولي ووضع هذا الملف على الطاولة وبشكل جدي، اعادة النظر سريعاً بسياسة الدعم لأنه علينا دعم الأشخاص وليس السلع وتشديد الرقابة ونعرف قدرة الوزارة وعدد المراقبين القليل لكن هناك قضاء وهناك قوى أمن ومخابرات وعديد كبير جداً من القوى الأمنية نتمنى ان يكون لديهم الأولوية الآن تأمين الرغيف لأن الرغيف هو الذي يودي الى الدم وهذه دعوة من هذا الصرح بالذات ان يحتاطوا لهذا الأمر لأن ما نراه اليوم في افران قضاء زحلة مخيف وينذر بالأخطر.