بين العبرة والخبرة….خطوة وامل” بقلم نقولا ابو فيصل
مقالات وتحقيقات |
السبت ٧ أيلول ٢٠٢٤
اكتساب العبرة والخبرة والخروج بنور الحكمة من نار الألم هي تجربة عظيمة رغم أنها قاسية …. ولكن بين ذي وتلك خسرنا العمر الجميل وبقيت الحسرة عند البعض منا ،وصار مقياس أننا لا نزال احياء هو الربح بنظر البعض ، فالعمر لا يتكرر لذا يجب ان لا نعيشه بإستهتار ، ولولا الموت لما ادركنا قيمة الحياة ، ولولا الشر لما بحثنا عن الخير. ولولا الايام السوداء التي مرت لا يكون لايام الخير القادمة نور… لأن الحياة تستمر.
ان تجارب الحياة الايجابية وذكرياتها هما كنز للانسان ورصيد له، يحفزه ويمده بالطاقة في حياته ، وعليه ان يكتبه بالحبر ، على ان التجارب السلبية وذكرياتها يجب ان يكتبها بقلم الرصاص بعد ان يأخذ منها العبرة والخبرة ليقوم بمحوها مباشرة ، والتفاؤل بالخير الذي يلازمني دائماً يجعل بعض اصدقائي يعترضون عليه ويذهبون بعيداً في النظرة السوداوية للامور ، “رغم ان الوضع اكثر من سيئ “، ويعتبرون أن الأسوأ لم يأت بعد ويبالغون في التهويل والتعظيم لمستقبل اسود قادم على بلادنا ، واخبار من نظير ذلك ، لكنهم لا يعلمون ان حرصي على ضخ الايجابيات التي أملكها لمن حولي جعل كثيرين منهم يتغلبون على الصعاب ويحذفون ذكريات التجارب السلبية من حياتهم ، ويستمرون بحالة نفسية ايجابية حتى مرور العاصفة الاقتصادية .
وهكذا فأنه اذا كان الماضي هو عبرة ، والحاضر هو خبرة بالنسبة لنا ، فالوقت في المستقبل كافٍ لنصحح فيه مسار حياتنا بما اكتسبنا من العبرة والخبرة، ولكل المتفلسفين في الاعلام ان لبنان مات سريرياً عليهم أن يأخذوا العبرة والخبرة من صيف 2022 ومن دخول مليون وثمانمائة الف زائر الى مطار بيروت ، والاستماع لشهادة اصحاب المطاعم والمنتجعات السياسية بأنه لم يمر عليهم هكذا موسم منذ عشرين عاماً ، وهذا الحدث يستحق التوقف عنده ، ويجب الاقرار بموت الدولة اللبنانية الفاشلة ونظامها المتعفن وليس لبنان الوطن الذي لا يموت .