بين دبلوماسية راقية …وحنكة سياسية معدومة من سلسلة كتب 'عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤
مقالات وتحقيقات |
الجمعة ٢٩ تشرين ثاني ٢٠٢٤
في المقابل عرف لبنان دبلوماسيين من الطراز الاول كانوا يعرفون جيداً متى يستخدمون الحزم ومتى يستخدمون اللين ،على الرغم من ان حنكتهم السياسية تكاد تكون معدومه ، ويبلغ عدد البعثات الدبلوماسية في الخارج 74 سفارة اضافة الى 15قنصلية علماً ان وزارة الخارجية اللبنانية حددت 12 بعثة دبلوماسية للاقفال بناء لمعايير نفقاتها ووارداتها وقيمتها الدبلوماسية ، إلا أنه حتى الآن لم يُتخذ أي قرار بشأنها ، وعلى طريقة الكاتب الياباني موراكامي "أنا واحد من هؤلاء البشر الذين يفضلون البقاء بلا رفقة، وحتى أكون أكثر دقة أنا شخص لا أجد في العزلة أي ألم أو عناء." يلجأ العديد من السفراء ورؤساء البعثات الى العزلة والانكفاء عن اي نشاطات ، ولا تواصل بينهم وبين ابناء جاليتهم الا بالبريد الالكتروني ، ربما عصراً للنفقات!
والحال الذي بلغته صورة لبنان اليوم في الخارج عبر ممثلياتها من بؤس وفقر وصولا الى رفع دعاوى على بعض السفارات لعدم تسديد بدلات الايجار وهي حال مبكية، لم يكن احد يتخيلها بعدما تألقت لأكثر من عقد من الزمن ، والأزمة لا تقتصر على فعالية العاملين في السلك الديبلوماسي وانما تكمن أيضاً في تأخير دفع رواتبهم والتكاليف التشغيلية للبعثات ، مع ما يعنيه ذلك من تأثير على عملهم ،ويحذر الديبلوماسيون اللبنانيون من وجود اتجاه كبير لدى بعض أعضاء السلك الدبلوماسي لتركه والبحث عن وظائف اخرى في ظل أوضاع لم تعد تُحتمل ، وعلى الوزارة تحديد رغبتها في الإبقاء على سفاراتها وتأمين نفقاتها والحفاظ على كرامة اعضاء السلك الدبلوماسي في الخارج بأسرع وقت ،ذلك ان سمعة لبنان هي من الاولويات حسب رأيي الشخصي ، وفيما الخلاف لا يزال عالقاً حول عدد البعثات التي ستقفل ، لا سيما أن خفض عددها سيتطلب الحفاظ على التوازن الطائفي وهذه مهمة لن تكون سهلة لا سيما إذا اعتمدت المعايير القاضية بعدم إقفال بعثة في بلد يفوق فيه عدد اللبنانيين المغتربين فيه خمسين ألفاً.
نقولا أبو فيصل ✍️
رئيس تجمع الصناعيين في البقاع