سوريون صدّقوا وآخرون تورّطوا الجنّ الأحمر والزئبق الأحمر... آخر صيحات مافيا السرقات في لبنان
مقالات وتحقيقات |
الجمعة ٢٩ كانون ثاني ٢٠٢٤
فلنبحث عن مفهوم الزئبق الأحمر لدى هؤلاء. لا ننفي أننا استغربنا كثيراً صدى عبارات بعض صفحات السوريين في لبنان وهم يتحدثون عن الزئبق الأحمر. هم يريدون هذا المعدن السائل بأي ثمن وهناك من يتباهى بأنه حصل عليه ويعرضه للبيع. ماذا عن سعر الغرام؟ لا تسألوا... إنه غالٍ، غالٍ جداً. وهو يخضع للعرض والطلب. والشراة موجودون دائماً: «نشتري الزئبق الأحمر الروحاني في سوريا وفي لبنان من صاحب المادة أو من الوسطاء مباشرة والجميع يأخذ نصيبه».
منذ اليوم حافظوا على قديمكم فجديدكم قد لا ينفع. حافظوا عليه برموش العيون لأنه «جلّاب الحظ والأموال ويتيح لكم حتى تبليط البحر». فماذا يحصل؟ هل استنبط السارقون وسيلة جديدة روحانية هذه المرة؟
نقيب معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان بوغوص كورديان يسمع في مهنته عن الزرنيخ الأحمر لا عن الزئبق الأحمر «فضمن قطاع المجوهرات هناك الذهب الأصفر والبلاتين والفضة والروديوم وليس معدن الزئبق الأحمر». حسمناها إذاً هو ليس من المجوهرات فماذا عنه ولماذا كل هذا الدوران من السارقين والمعجبين والمستفيدين؟
زئبق ووسيط وجنّ
نستمع الى لاجئ سوري في لبنان أقنعناه أن لدينا زئبقاً أحمر سائلين: هل يشتري؟ هو يريد أن يرى المعدن ويفحصه قبل أخذ قراره. تعلّم ذلك من عمان وليبيا والسودان. ويدلنا على شيخ روحاني (مشعوذ) يبيع ويشتري. هو موجود في السودان. إتصلنا به: السلام عليك. أجابنا بعد انتظار: وعليكم السلام. أقنعناه أننا نريد الزئبق الأحمر.
أجاب: يا بنتي العزيزة هذا شيء غالٍ.
أجبناه: بكم يعني؟
أجاب: غالٍ جداً جداً (إقتنع أننا وقعنا في المصيدة) تابع: الغرام يباع بمليون دولار تقريباً.
أجبناه: هذا كثير كثير أنا لا أملك سوى ألف دولار وأخاف ألَا تكون له نتيجة.
بعد أقل من ساعة اتصل واتساب وقال: لماذا تريدينه؟ لتزوير المال؟
أجبناه: نريد جلب المال الوفير.
أجاب: أراعيك بالسعر والليلة إذا رغبتِ يسقط عليك وأنت نائمة الزئبق الأحمر.
أجبناه باستغراب: كيف ذلك؟ وأنا لا أملك المال الذي تطلبه... وكيف أتأكد أن له فعالية؟
أجاب: سأتمكن من إقناع الجنّ بمبلغ أقل. بخمسة آلاف. تدفعين نصف المبلغ قبل سكب الزئبق الأحمر عليك والمبلغ الباقي بعد حصولك على مرادك.
أجبناه: هل يمكن خفض المبلغ... لا، لا أملك المبلغ المطلوب.
أجاب: سأكلمك ليلاً...
أجبناه: أحتاج المعدن الآن...
أجاب: لديّ ولد في لبنان سأطلب منه ملاقاتك وتقاضي مبلغ ألفي دولار مقابل غرامات غير محدودة من الزئبق الأحمر...
أجبناه بعد الشكر: من هو؟ لبناني؟ أنا موجودة في لبنان.
أجاب: هو سوري ولي كل الثقة به... هو ولدي حفيدي (بلغة الجن)... وبإذن الله تعالى ستحصلين على مال بحر...
طلبتُ منه التريث الى حين تأمين المبلغ.
في اليوم التالي إتصل: يا أختي أخذت رأي الشورى والملوك وقالوا إنهم لا يقبلون كمقدم عن ثلاثة غرامات إلا 5000 دولار. وترسلين المبلغ بواسطة ويسترن يونيون أو بالبريد.
أجبته: لكني لا أملك المال...
أجاب: يا بنتي الأرواح والخدام لن يقبلوا إلا بثلاثة آلاف كمقدم.
أجبته: ومن سيعطيني الزئبق؟
أجاب: أنا أرسلها لك مع الولد الروحاني.
أجبته: وماذا أفعل بالزئبق الأحمر؟
أجاب: هناك أمران، الأول تنامي وتصحي تلاقيهم في البيت والأمر الآخر أو الحل الآخر هو أن يأتي الولد الى بيتك ويسلمك الامانة. والأفضل أن ينام في البيت. ويستطرد: أنت مسلمة أم كافرة؟
أجبته: أنا لست مسلمة...
أجاب: مو مهم سأحاول التوسط لدى الأوراح من أجلك... وابشري ولا تنسيني حين تنجحين بجلب المال.
أكثر من إتصال جرى بيننا وفي الآخر ظنّ المشعوذ أننا وقعنا بين فكيه فقال: حين يصلني المال من خلال ويسترن يونيون تستلمين أمانتك والمعدن متحرك وليس ثابتاً حتى لو تنشقتيه في «حشمك» سيكون مثل «الشرابات».
أجبته: موافقة لكني لن أرسل إلا مبلغ 2000 دولار. هو كل ما أملك.
أجاب بعد استمهال: الملائكة وافقت. وكل الخدام سيكونون معك. ويمكنك إرسال المبلغ لصالح حسن إبراهيم محمد صافي. رقم هاتفه 00249926004088 (وأرسل جواز سفره). والولد الروحاني الذي سيسلمك المادة في لبنان إسمه سليمان. حين أحصل على المبلغ يتصل هو بك.
إنتهى الإتصال وها هو ينتظر وينتظر وينتظر...
نداء الوطن - نوال نصر