4 حالات انتحار في أسبوع: تعبٌ وديونٌ ودعاوى
مقالات وتحقيقات |
الأحد ٩ أذار ٢٠٢٥

المعلن من الأسباب
«تعبت من هالحياة يا علي». عبارة اختصرت رسالة الشامي الصوتية التي سجلها بصوت متهدج تغالبه الدموع. وفيها، ربط إقدامه على الانتحار بالضائقة المعيشية. قرّر الشامي أن يرتاح، لكنه خلّف وراءه زوجة وطفلاً وطفلة، سيواجهون متاعب كثيرة؛ أقلّها «الهجوم على ربّ العائلة الذي لم يكن شجاعاً بما فيه الكفاية» كما علّق البعض على وسائل التواصل. رسالة الشامي جعلت انتحاره يدوّي ويتحوّل افتراضياً إلى قضية رأي عام.
رسالة مروة لزوجته لم تكن مدوّية. «رايح كزدر شوي» قال لها عندما خرج من منزله. وفي كرم زيتون، اتصل بها ليعلمها بأنه سينتحر. احتاجت زوجته إلى وقت لكي تعثر على مكانه بمساعدة الأقرباء. على أنقاض منزل قيد الإنشاء، اختار مروة الموت. ترك بجانبه علبة السجائر والهاتف والسلاح. لم ينجب مروة أطفالاً خلال زواجه منذ أكثر من عشر سنوات. كان يعمل في التجارة الحرة، ويعتاد يومياً أن يوصل زوجته إلى مكان عملها في بيروت قبل أن يعودا مساء إلى الزرارية. برنامج يومي منهك يشبه يوميات الكثير من اللبنانيين الذي يقيمون في الأطراف المهمشة في ظل غياب النقل العام. خلال أحداث 17 تشرين، شارك مروة في التظاهرات الاحتجاجية، ولا سيما تلك التي نظّمت أمام مصرف لبنان وفروع المصارف.
اختار أبو حمدان الموت بهدوء أكبر. برغم انتمائه إلى أسرة ميسورة، إلا أنّه عانى أخيراً من أزمات مالية استدعت دعاوى قضائية. أزمات باعدت المسافات بينه وبين زوجته وأطفاله المقيمين في الخليج ومنعته من الالتحاق بهم. أكبر أطفاله في الخامسة عشرة من العمر وأصغرهم في الثالثة من عمره.
آخر المنتحرين صباح أمس، كان محمد إبراهيم، الوالد لطفلة والموظف في صندوق تعاضد القضاة في قصر عدل صيدا. المعطيات الأولية تفيد بأن «لديه ديوناً مالية تفوق الـ 150 ألف دولار أميركي بعد تورطه بألعاب القمار والبورصة عبر المواقع الإلكترونية التي تحذّر منها الأجهزة الأمنية».
معدلات أقلّ
هذا العدد من المنتحرين قد يوحي بأن الانتحار صار ظاهرة أخيراً بسبب التفاعل الذي تحظى به قصص أصحابه على «السوشيال ميديا». لكن الأرقام لا تزال أقل من معدلات السنوات الماضية، بحسب «الدولية للمعلومات». يوم الخميس الفائت، أعادت نشر بياناتها حول نسب الانتحار في لبنان، ولفتت إلى أنه «خلال عام 2022 تراجعت حوادث الانتحار مقارنة بعام 2021. إذ بلغ المتوسط ما بين 2013 و2022 ، 143 حادثة». وأشارت إلى أن العدد الأكبر سجّل عام 2019، حيث بلغ 172. أما العدد الأدنى، فقد سجّل عام 2013 وبلغ 111.
آمال خليل - الأخبار