تأييد ضمن ضوابط... الفرنسي يغيّر من استراتجيته تحت الضغط!
أخبار دولية |
الثلاثاء ٧ تشرين ثاني ٢٠٢٥
في هذا السياق, يلفت الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة في حديث إلى" ليبانون ديبايت", أنه "عندما بدأت الحرب في 7 تشرين الأول بعد عملية طوفان الأقصى, كان الموقف الفرنسي الرسمي حاسماً لجهة تأييد إسرائيل, لا بل أن الرئيس ماكرون ذهب بعيداً في التأييد إلى حد تقديم إقتراح يقوم على إقامة حلف دولي لمحاربة حماس على غرار الحلف الدولي لمحاربة تنظيم داعش".
ويذكّر أن "فرنسا خسرت في عملية طوفان الأقصى حوالي الـ 40 قتيلاً من رعاياها, وأيضا هناك مخطوفين بيد حماس هم من حملة الجنسية الفرنسية", لكنه يوضح أنه "مع الوقت عندما بدأت الماكينة الإسرائيلية أي ماكينة القتل الإسرائيلية تعمل بكامل طاقتها في غزة, بدأ الضغط من الشارع على الحكومة الفرنسية, علمًا أن وزارة الداخلية كانت قد منعت في الأيام الأولى التظاهرات المؤيدة لحماس, إلا أن الأمر لم يستمر طويلاً حيث تحدّى المتظاهرون هذا القرار على قاعدة أنه علينا أن لا ننسى أن هناك في فرنسا ما يقارب الـ 7 ملايين مسلم, وهذه نسبة عالية, فالإسلام هو الديانة الثانية من حيث العدد في فرنسا من بعد الكاثوليكية".
هذا الحراك برأي حمادة, أثّر وأصبح "هناك ضغوطات كبيرة من الشارع على الحكومة, وشيئاً فشيئاً عندما تواتر صور ومشاهد القصف والقتلى والأطفال في المستشفيات, عبر شاشات التلفزة ومواقع التواصل الإجتماعي, أصبح من الصعب على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يبقى على مواقفه, وأصبح يأخذ مواقفاً ذات مضمون سياسي, أي الدعوة إلى حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية, الدعوة إلى وقف إطلاق النار, الدعوة إلى هدنة إنسانية, وصولاً إلى قبل أيام الى القول أنه على إسرائيل أن توقف استهداف المدنيين والمستشفيات وهذا كان موقفا عالياً".
هل تبدّل الموقف بحيث أنه أصبحت فرنسا متوازنة تماماً في موقفها؟ أجاب حمادة: "كلا, ففرنسا لا تزال تؤيد إسرائيل, وتؤيد أيضاً رد فعل إسرائيلي إنّما بضوابط, بحيث أنها تمس أقل قدر معين من المدنيين في عملياتها العسكرية".
وهل فرنسا مستعدّة أن تتعامل في الوقت الحاضر مع حركة حماس؟ قال: "هي لن تتعامل معها, لأنه ليس هناك من استعداد على المستوى السياسي الفرنسي للتعاون مع حركة حماس, وبالتالي هناك تأييد لإسرائيل إنما تأييد أقل وبضوابط أكثر".
أما عن علاقة فرنسا بحزب الله فهي كما يقول حمادة شيء, وعلاقتها بحماس شيء آخر, ففرنسا تتعامل مع حزب الله من زاوية العلاقات الواقعية, فالحزب هو الطرف الأقوى في الساحة اللبنانية, وفرنسا مهتمّة بلبنان, إذا فرنسا مدعوّة للتحادث والتواصل مع حزب الله, وهذه من الثوابت في السياسة الفرنسية وفي الديبلوماسية الفرنسية.
ويلفت أيضاً إلى أن "فرنسا تعتبر حركة حماس إرهابية من دون أن تعلن ذلك, ومن دون أن تصنّفها إرهابية, ولكن في كل الكلام الرسمي اعتبروا أن عملية 7 تشرين الأول هي عملية إرهابية".
وفيما يتعلّق بمهمّة لودريان؟ قال :"كل شيئ جامد على صعيد الإستحقاق الرئاسي, ليس هناك من أي تحرّك جدي في هذا الإطار, فهو مؤجل إلى ما بعد حرب غزة, ويمكن حرب غزة قد تطول إلى ما بعد نهاية العام, إنما بأشكال أخرى".
أما عن دور محتمل لماكرون في موضوع الأسرى؟ يجزم "بأنه لا يستطيع أن يلعب أي دور جدي بموضوع الأسرى, أولاً لديه أسرى فهو معني بالرهائن لدى حماس, وليكون له دور يحتاج أن يكون على علاقة متوازنة بين الإسرائيليين وبين حركة حماس وهذا أمر غير موجود, لذلك الدور عند القطري".
أما عن دلالة تغريدته بالعبري؟ فيرى "أنها دلالة التعاطف والتضامن مع إسرائيل, فهذا شكل من أشكال ديبلوماسية التعاطف".