بعد 13 عامًا... قطر تبدأ تعاونًا استراتيجيًا مع سوريا!
أخبار دولية |
الإثنين ٢٣ كانون أول ٢٠٢٤
وأشار البيان إلى أن دولة قطر تعتبر تطوير البنية التحتية في سوريا، وخاصة في قطاع النقل الجوي، جزءًا أساسيًا من جهودها المستمرة لدعم التعافي الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. وأوضحت وزارة الخارجية القطرية أن تشغيل مطار دمشق الدولي بكامل طاقته يعد خطوة استراتيجية هامة نحو استعادة حركة النقل والسياحة والتجارة في سوريا، وهو ما سيساهم في تعزيز قدرة الدولة على استعادة مكانتها الإقليمية والدولية.
وفي هذا الإطار، تم تداول مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، وهو يلتقي القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في العاصمة دمشق. ويعتبر هذا اللقاء أول زيارة رسمية من وفد قطري إلى سوريا بعد غياب دام 13 عامًا.
تعد هذه المبادرات جزءًا من استراتيجية قطر الأوسع لدعم إعادة إعمار سوريا، لا سيما بعد سنوات من النزاع الذي ألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية في البلاد، ويؤكد المراقبون أن قطر تسعى، من خلال هذه التحركات، إلى لعب دور محوري في بناء "سوريا الجديدة"، مع التركيز على دعم المؤسسات الوطنية لتسريع عملية الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
منذ بداية الأزمة السورية في 2011، كان لدولة قطر دور بارز في دعم الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة، وقد قدمت العديد من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى الشعب السوري، إضافة إلى الجهود الدبلوماسية لإرساء الاستقرار في المنطقة.
في هذا السياق، أكد أحمد الشرع أن سوريا ستبدأ تعاونًا استراتيجيًا واسعًا مع قطر في الفترة المقبلة، مع التركيز على الاستفادة من الخبرات القطرية في مجالات متعددة مثل الطاقة والبنية التحتية. وأشار إلى أن قطر تحظى بأولوية خاصة في سوريا نظراً لمواقفها المشرفة تجاه الشعب السوري، متوقعًا أن تكون مشاركة قطر في المرحلة المقبلة فعّالة ومؤثرة.
كما أضاف أنه وجه دعوة إلى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لزيارة سوريا في أقرب وقت لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
تزامن هذا التطور مع وصول العديد من الوفود العربية والدولية إلى العاصمة السورية دمشق في الأيام الأخيرة، في إطار مناقشات حول مستقبل سوريا بعد التغيرات السياسية الأخيرة. هذا التفاعل الدولي يعكس اهتمام المجتمع الدولي بملف سوريا، ويؤكد استعداد الدول المعنية، بما فيها قطر، للمساهمة في تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا.
وفيما يواصل المشهد السوري خضوعه للتحولات السياسية المعقدة، يعتقد المراقبون أن الدور القطري في دعم سوريا خلال هذه المرحلة الانتقالية سيكون له تأثير كبير في عملية إعادة البناء وتحقيق الاستقرار المنشود.