النبطية مدينة الالم والفرح!
مقالات وتحقيقات |
الإثنين ٢٧ تشرين ثاني ٢٠٢٥
قلعة من قلاع لبنان وحصن منيع بوجه المحتل …
انها مدينة النبطية..
تعددت اسماءها، لكنها يد وقلب وشعب واحد.
النبطيه او مدينة الحسين ، عاصمه القرى ودرب المسيح (العابر من الجليل صوب صيدا).. او كما اسميتها قبلة القرى …
مع إختلاف الطقوس، حولها يطوف الناس كل اثنين من الاسبوع ، الفلاحون بثيابهم المعفرة بالتراب ، المزركشه بالوان الارض، المطيبون برائحة النعناع والياسمين ،أهل القرى ، الآتون بغلال سهل الميدنة وزيتون حاصبيا وزيت دير ميماس، وفاكهة اقليم التفاح..
العائدون بعلب الحلوى والهدايا ، وبعض الدواء..
متسوقون ومغتربون بكامل اناقتهم أدمنوا زيارتها لتناول فطورهم، او لإرتشاف كوب من القهوة في مقاهيها العتيقه…
النبطيه ..التي شاهدتها بدمع عين اولادي (يوم المجزرة) فيها سُجلت تواريخ ميلادهم، وجلسوا على مقاعدها الدراسيه، على ارضها الطاهرة أُحيت حفلات تخرجهم. جمعت في ربوع مطاعمها وساحاتها عيادات الاطباء ، وحلقات الأصدقاء ، واصوات البائعين الصادحة دائماً وإصرار اصحاب محلات الحلويات على التذوق قبل الشراء ، بلكنتهم النبطانيه(بدك تذوق)…
النبطيه ، المدينه المتناقضه الضاجة بالحياة، والثورات والرفض ، من (ثورة التبغ و١٧تشرين) بوجه السلطه، الى ثوره العاشر من محرم بوجه العدو المحتل...
تحتضن الناس الطيبة والمثقفة..
ترى فيها شيوعياً يمثل دور الإمام الحسين يوم (الفلة) فتحسبه إماما، وملتح متدين يناقش بفكر ماركس فتحسبه جيفارا …
النبطيه ..النساء الجميلات المتحررات الواثقات المثقفات الباسمات الساخرات دائماً بلهجتهن المحببه..
أوجعتنا النبطيه ..اوجعتنا البيوت العتيقة الممزقه ، ونوافذ الياسمين المشلّعه، والشوارع المجرحة.. هناك حيث مشينا اول العمر ، وتعلمنا اولى الحروف ، وعشقنا اول النبض، وذرفنا اولى الدموع والدم…
يا قبلتنا..
سنعود ذات أمسيةٍ ، نزيل عنك الركام ، ونرفع الآذان ،نقرأ فاتحةً على أرواح شهدائك، ونشبك حلقات الدبكة في ساحاتك، سنزين دائماً أسماء قرانا بإسمك.
أيتها المدينة الصامدة النازفة، ستعودين اجمل مما كنت بسواعد أبناءك واهلك الذين هجرهم العدو الغاشم قسراً.
أيتها النبطية الغالية
مؤكد انك ستعودين اجمل مما كنت، ستنفضين غبار الحرب والدمار وتنهضين، وستبقين قبلة المسيحيين والمسلمين.
بقلم قاسم حنينو/عين قانا _النبطية