جميل السيد: ثوب جعجع قد تغيّر وبقيَ الجسد والعقل القديم على حاله
منصة X |
السبت ٢١ تموز ٢٠٢٤
"جعجع… ربّما يجب الاعتراف له بأنه أحسَنَ إختيار معظم وزرائه ونوّابه وهُم في غالبيتهم لم يكونوا يوماً أعضاء في القوات اللبنانية، ذلك انه اراد من خلال هذا الثوب الجديد وغير القواتي أن يمحو من ذاكرة الناس الصورة الميليشوية للقوّات ليقيم محلّها صورة سياسية في الدولة تتحلى بالسمعة والكفاءة وغير ملوّثة بالدم والخوّات والمرافئ… وللحقيقة، فقد نجح جعجع بإلباس القوّات هذا الثوب الغيْر المُلطَّخ، لا سيما في بعض الوسط المسيحي، وفي الجيل الجديد منه الذي ليس لديه من ذاكرة الحرب سوى ما يقوله له زعماؤه او ما يسمعه في الإعلام اللبناني المنحرف بمعظمه عن الحقيقة لصالح هذه السياسة او تلك ولصالح هذا الفاسد والمتموّل او ذاك… ويبقى السؤال، بمقابل نجاحه في تغيير ثوبه، هل نجح جعجع في تغيير جوهره وفكره؟! وهل إستخلص العبرة من الماضي؟! وهل قرّر ان لا يكررّ المراهنات القاتلة التي قد تجرّ البلد مجدداً الى الفتنة والحرب؟! وهل ازال من فكره أحلام التقسيم او الفدرالية التي لا حياة لها في لبنان؟! وهل استغنى فعلاً عن التنظيم العسكري والامني كوسيلة من وسائله في السياسة؟ بصراحة، ومن خلال كل تصريحاته وخطاباته الى الامس القريب، ولأنني اعرفه عن ظهْر قلب دونما حاجة الى تفكير وتحليل، فإنني ارى ثوب جعجع قد تغيّر وبقيَ الجسد القديم والعقل القديم على حاله… حمى الله لبنان…"