جميل السيّد يُعرّي جعجع ويسأل: ما سرّ اعلانك الحرب اليوم؟
منصة X |
السبت ٢١ أيلول ٢٠٢٤
وكتب السيد،" نصيحة، في العادة لا استمع الى خطابات جعجع، ليس لشيء، سوى أنني أعرف ما سيقوله سلفاً، اليوم ونظراً لدقّة الظروف قرّرت ان استمع اليه، وخلاصة خطابه أن جعجع حمّل حزب الله مسؤولية مآسي لبنان، وأعلن الحرب عليه".
وأضاف، "ثم تذكّرت، أنه بين سنة 2005 و 2009 اتهم جعجع سوريا بقتل الحريري والاغتيالات الاخرى، وإذ به اليوم يتهم حزب الله! أنه في انتخابات عام 2005 كان جعجع في حلف رباعي ضمنيّ مع جنبلاط وبري وحزب الله بمواجهة تسونامي العماد ميشال عون!".
وتابع، "وأن جعجع شارك وتصافح وجلس الى جانب السيّد حسن نصر الله في حوار 2006! وأن جعجع تشارك مع حزب الله جنباً الى جنب في كل الحكومات في عام ٢٠٠٥ ثم في ٢٠٠٨ ثم من 2016 حتى 2019!".
وأردف "أنه صوّت في عام 2016 لمرشح حزب الله للرئاسة العماد عون وعقد معه تفاهم معراب. واليوم في المجلس النيابي الحالي يتشارك نواب جعجع مع نواب حزب الله في كل اللجان النيابية ويتمازحون كالأخوة! فما سرّ إعلان جعجع لهذه الحرب اليوم؟!".
وتابع، "ببساطة، جعجع يرى اليوم تطورات وتقلبات في المنطقة حولنا قد تؤشّر الى مناخات تقسيمية جديدة ولا سيما بين سوريا والعراق وغيرها، وهو يراهن عليها في لبنان ويركب موجتها كأنها حاصلة فعلاً، هكذا كما في كل مرّة راهن وأخطأ، في 1975و1983 و 1988 و 1990 الى 2006 الى 2008 الى 2011 الى 2019 الى الأمس القريب".
وإستكمل، "وجعجع اليوم يعتبر أن مراهناته رابحة حتماً، ويحلم بها من السويداء الى الفرات ودير الزور الى ادلب وكردستان الى الاردن وغيره، ويراها حاصلة واقرب اليه من حبل الوريد".
ولفت إلى أن "لكنه مخطئ، وأنا له من الناصحين الذين لم يسمع لهم بين 1991 و 1993 ، وأقول توفيراً للخسائر والمآسي أنّ معادلات هذا الزمن اختلفت كثيراً عن الماضي،
وأنّ غيرك اليوم يملك الاوراق وأنت تركب الموجة، والفرق شاسع بين مالك الاوراق وراكب الموجة".
وتابع، "وأنّ خصمك في الماضي كان غريباً، كان فلسطينياً او سورياً أخرجَتْهُ من لبنان الظروف الدولية وليس انت، وأنّ حربك التي تشهرها اليوم هي على لبناني آخر مثلك،
وأنّ هذا اللبناني لن يخرج من الوطن، ولن ينجرّ للحرب معك أو للإنتصار عليك لأنك لست من أهدافه أبداً".
وأضاف، "وأنّ الخطر على لبنان ليس من هذا اللبناني بل ربما من بعض حلفائك الذين يخططون لتوطين النازحين واللاجئين كمقدمة لتغيير تركيبة لبنان التاريخية وتهجير المسيحيين منه بما يجعل لبنان متناحراً كأي بلد عربي آخر فترتاح إسرائيل".
وختم، "ونصيحتي أخيراً، إذهب مع هذا اللبناني الى الحوار لا الى الحرب، لأنه حتى الحروب أوّلها دمار وآخرها حوار".