ما مصير الدولارات المخبّأة في المنازل؟
اقتصاد وأعمال |
السبت ٢١ تشرين أول ٢٠٢٤
لكن السؤال الذي يطرحه كلّ مواطن اليوم، وبصرف النظر عن كل المعطيات المالية أو الإقتصادية، يبقى "هل يبيع الدولار أم يشتريه؟"
في قراءة إقتصادية لتطور سعر صرف الدولار الأسود في الأيام الماضية، لاحظ الباحث والكاتب الإقتصادي أنطوان فرح، أن سعر الدولار في السوق السوداء هو سعر إصطناعي، وبمجرد القول إنه اصطناعي، فهذا يعني وجود أطرافٍ قادرة على التأثير على الدولار هبوطاً أو ارتفاعاً. وأوضح الباحث فرح ل"ليبانون ديبايت"، أن مصرف لبنان المركزي، هو اللاعب الأساسي والقادر على رفع سعر الدولار أو خفضه من خلال ضخّ الدولارات في السوق.
ومن خلال البيان الأخير الذي اصدره مصرف لبنان يوم الأحد الماضي، أكد فرح أن المصرف المركزي، نجح في خفض سعر صرف الدولار، ونجح حاكم المصرف رياض سلامة، في تحقيق هذا الهدف من دون دفع دولارٍ واحد من احتياطات المركزي بالعملة الصعبة، أي انخفض سعر الدولار الأسود قبل بدء التداول وقبل بدء مصرف لبنان بتنفيذ القرار والذي كان محدداً يوم الثلثاء الماضي.
ولدى مراقبة الأرقام في منصّة "صيرفة"، لاحظ فرح، أنه وعوضاً عن تسجيل طلبٍ مرتفع على الدولار، وضخّ الدولارات من قبل مصرف لبنان في السوق من خلال البيع عبر هذه المنصة، كان من اللافت أن حجم ضخّ الدولارات، قد تراجع أيضاً بنسبة كبيرة، إذ كان معدل البيع عبر "صيرفة"، حوالى 60 أو 70 مليون دولار في اليوم، لكنها تراجعت ومنذ يوم الإثنين الماضي إلى 30 مليون دولار.
ويؤشّر هذا الأمر، وبحسب فرح، إلى أن مصرف لبنان يخفّف من مستوى ضخّ الدولارات، بما معناه، أنه يتعمّد أن لا يحصل الهبوط بشكل دراماتيكي.
ويقود هذا الواقع إلى طرح سؤال أساسي حول الهدف من الهبوط الهادىء للدولار، إذ اعتبر فرح، أن التراجع البطيء يهدف إلى التخفيف من الترددات السلبية على الإقتصاد، أو ربما اعتماد توقيت يأخذ في الإعتبار المناخات السياسية في البلاد، والسعي إلى خفض الدولار بوتيرة مختلفة عن السابق، مع العلم أن التكهّن بالسرّ الذي يملكه مصرف لبنان هو شبه مستحيل.
وعن النصيحة التي يوجهها للمواطن الذي يخزّن الدولار في المنزل وليس الليرة، دعا فرح، أصحاب الدولارات، إلى عدم التسرّع في اتخاذ القرار بالبيع أو الشراء، بسبب غياب المعطيات المؤكدة حول الإتجاه الذي سوف تسلكه الأوضاع وخصوصاً السياسية والتي تؤثر على حركة سعر الصرف.