لبنى الحايك بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات:'متى وضعنا استراتيجية نستطيع معالجة هذه الآفة المدمرّة'!
لبنان |
السبت ٢٧ حزيران ٢٠٢٤
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد جمعية "جاد" كانت كلمة لعريفة الحفل البروفسورة وديعة الأميوني.
بمداخلته، قدّم رئيس جمعية "جاد" جوزيف حواط صورة عن الواقع اللبناني بما يختص بهذه الآفة، مشيرا الى ازياد اعداد النساء اللواتي يتعاطين المخدرات في السنوات الثلاث الأخيرة الى حدود 22% من مجمل المتعاطيين، وكذلك استمرار تدني اعمار المدمنيين حيث يتراوح المعدل بين 15 الى 16 عاما. ويضيف حواط: "للاسف، فقد تعددت انواع التعاطي في الفترة الاخيرة ايضا، فنحن لا نتحدث اليوم عن تعاطي مادة واحدة بل مدمنيين على اكثر من مادة مخدرة. ونرصد ايضا مؤخرا ظاهرة الادمان الالكتروني وهذه من ابرز اشكال وواقع التعاطي في لبنان. وكل ذلك أدى الى زيادة نسبة الانتحار، وكذلك نسبة الحوادث المرورية الناتجة باسبابها عن تعاطي المخدرات والكحول".
وتابع:" إن 30 بالمئة من مجمل الاشخاص الذين يقضون في الحوادث المرورية، يكونون تحت تأثير المخدر او الكحول، وهذه الارقام تعكس الواقع على الارض بشكل مخيف وتنذر بما هو أسوأ".
ويتابع حواط متحدثا عن الاسباب التي أدت الى ازياد اعداد التعاطي والتجارة على حد سواء، ويقول: "زادت ارقام المتعاطيين منذ مرحلة ما بعد كورونا للاسف، ورصدنا ايضا تعددا في انواع المخدرات، ولكن لا تزال الحشيشة بالمرتبة الاولى يليها الكبتاغون ومن ثم الكريستال ماتس وللاسف هذه من الانواع الجديدة التي يتم تعاطيها بين جيل الشباب".
وعن دور الاجهزة الامنية يقول حواط: "كتر خيرهن.. الاجهزة الامنية كافة تقوم بدورها على أكمل وجه، وهناك انجازات كبيرة تُسطر في هذا الاطار، ووحدها شعبة مكافحة المخدرات بالجمارك عبر مرفأ بيروت ضبطت في السنتين الاخيرتين ما يقارب 72 مليون حبة من الكبتاغون. ونتمنى على بقية المعابر الحدودية مثل معبر المصنع ومرفأي صيدا وصور انه يقوموا بالدور ذاته لمكافحة تجارة المخدرات".
ويتابع حواط بما يتعلق بدور الجمعيات المحلية والمجتمع المدني في التوعية على مكافحة آفة المخدرات: "للاسف، ايضا هناك اليوم توعية عشوائية. فالتوعية سيف ذو حدين، اذا لم تكن بمكانها الصحيح. وعلى سبيل المثال، فإن تحدثت عن خطر المخدرات في قاعة تحتوي على 100 مراهق، فعلى الارجح انّ 3 منهم ستأخذهم حشريتهم لاكتشاف ما هي المخدرات".
وبحسب حواط: "عملت "جمعية جاد"على التوعية التخصصية انطلاقنا من خبرتنا لسنوات في مجال مكافة المخدرات والتوعية. وبالتالي خصصنا لكل فئة عمرية برنامجا خاصا يتم تحديثه كل 4 سنوات لمواكبة الواقع المجتمعي وكل الاسباب المستجدة التي تؤدي الى زيادة هذه الظاهرة، فما نقوله للمراهق ليس نفسه ما يجب التوجه به الى الاهالي".
ويتابع حواط: "تعلمنا من اخطاء الماضي والتجارب، ونتمنى من الجميع مراعاة كل الظروف كي لا نقع في الأخطاء من أجل مجتمع خالٍ من المخدرات. وايضا نتمنى انّ يكون هناك برامج مشتركة على مستوى كل الجمعيات التي تعمل على اطار التوعية والالتزام فيه".
ويبقى انّ للاهل الدور الاول في منع اولادهم من الانجرار الى هذا المستنقع، وبحسب حواط: "الاهل هم الخط الدفاعي الاول في ظل غياب الامن والاوضاع الاقتصادية المتردية والسياسية الصعبة التي يمر بها البلد. للاسف اليوم الشباب يهربون الى الانتحار والمخدرات، وعلى الاهل ان يكونوا على أتم الوعي ومراقبة اولادهم. وايضا نوجه نصيحة لجيل الشباب، ونقول لهم هناك الكثير من الاشياء الجميلة التي يمكن ان نهرب اليها بعيدا عن المخدرات".
بدوره، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ممثلا الرئيس ميقاتي "مكافحة المخدرات عبارة أساسية لأزمتنا منذ تولينا مهامنا في وزارة الداخلية والبلديات، هذه الآفة التي تتربص بمجتمعاتنا يجب أن نكون لها بالمرصاد من خلال التوعية كما حالنا اليوم من خلال هذا اللقاء وكل الندوات وورشات العمل التي تقوم بها جمعية "جاد" وجمعيات اخرى ووسائل الاعلام، فآفة المخدرات هي الموت البطيء الذي يتسلل إلى عائلاتنا".
وفي كلمة له خلال احتفال نظمته جمعية جاد - شبيبة لمكافحة المخدرات أضاف، "يمكننا بكل قوة أن نقف في وجه ترويجها وتوعية أولادنا على مخاطرها للحؤول دون انزلاقهم الى ما لا تحمد عقباه".
وتابع، "أما في الشق العملاني، فكلكم يعلم ولمس في الآونة الاخيرة مدى جهوزية القوى الأمنية والدور الفعال الذي قامت به لمنع تهريب المخدرات وبشكل أساسي حبوب الكبتاغون عبر خطوات استباقية ساهمت وبشكل كبير في الحد من تلك العمليات التي أساءت للبنان وسمعته بين أشقائه في الدول العربية".
واشار الى انه "في كل مرة اتناول فيها هذا الملف الحساس، لا يمكنني الاغفال عما تقوم به شعبة المعلومات ومكتب مكافحة المخدرات التابعين للمديرية العامة لـ"قوى الأمن الداخلي" و"الجمارك" من جهود استثنائية في تنفيذ الخطط الموضوعة بحرفية واتقان، والتي أسفرت عن تحقيق انجازات كبرى عبر اقتحام اوكار الترويج وتوقيف متورطين ورؤوس كبيرة، كذلك الجيش اللبناني عير المداهمات الكبيرة لمعامل تصنيع الكبتاغون".
وقال: "لم نسمح ولن نسمح لتلك الخلايا التي تتربص شرا بلبنان، في داخله عبر التجارة والادمان وارسال المخدرات الى الخارج، فلبنان سيتصدى لكل ذلك".
وتابع، "لبنان ايها السادة، ليس ممرا او مصدرا للأذى والشر ، لبنان بلد الجمال والفكر والوعي والعلم والثقافة والإبداع".
وأضاف، "لن نترك شبابنا فريسة للمخدرات ولليأس ولن نسمح ان تدخل هذه الافة الى شبابنا، لان شبابنا شباب لبناني عربي واحد وموحد ولن ننسى اي جريمة ارتكبت وفاء لدماء شهدائنا ولضحايا المرفأ لن نترك هذه القضية للنسيان. سنطبق القانون وسنعيد لشبابنا الامل بلبنان في بلد الايمان التي لن تتسلل اليه الافكار المريضة بعيدة عن الحق والحقيقة وعن القدرة الانسانية الصحيحة، ولن نترك الافكار المريضة تتسلل الى عقول شبابنا او تصرفاتهم وبصحة شبابنا وقوتهم نبني الدولة".
ولفت الى ان "المخدرات التي لا تقل خطرا عن أي عمل إرهابي يهدد مجتمعنا ووطننا، مدارسنا وجامعاتنا كل يوم ، لذا وبتضامننا جميعا حكومة وأجهزة أمنية وجمعيات المجتمع المدني يمكننا القضاء على هذه الآفة الخطرة".
واستكمل، "شبابنا وشاباتنا المدمنون على المخدرات ضحايا مادة سامة وقاتلة، كونوا الى جانبهم فعلى الجميع مسؤولية احتضانهم لا نبذهم من المجتمع، علاجهم هو طريق الخلاص وتوعيتهم هي السبيل الوحيد لعدم تكرار تجربتهم ونقلها الى الآخرين".
وختم مولوي: "أريد اليوم، أن أحيي بإسم دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وبإسمي، جمعية "جاد" وكل العاملين في المؤسسات التي ترعى شؤون المدمنين على المخدرات، من هنا اجدد التأكيد على ضرورة إعادة تفعيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التي من شأنها وضع استراتيجيات لمكافحة المخدرات في لبنان وعلاج المدمنين".
وشكرت المحاضرة لبنى الحايك" كل من لبى هذه الدعوة من وزراء وأجهزة أمنية ونقابات وجمعيات. وخصّت بالشكر بإسم جمعية "جاد" وبإسمها السفارات كافة وبخاصة السفارة الفلسطينية التي قدمت لوزير الداخلية لوحة بإسم المرضى الذين يعالجون من الادمان".
" لولا الامل لبطل العمل" تنطلق الحايك من هذه المقولة وتقول:" إن الأمل موجود، ومتى وضعنا استراتيجية واضحة نستطيع استئصال هذه الآفة المدمرة لمجتمعنا، وبتضافر جهود كل المعنيين يمكننا ان نصل الى النتيجة التي تحمي شبابنا وشاباتنا ونصل بهم إلى بر الأمان".
وأعادت الحايك شكرها وامتنانها بإسم جمعية "جاد" وبإسمها السفارات التالية: كندا، فرنسا، الاتحاد الأوروبي، اسبانيا، أستراليا،أرمينيا، اليابان، الاردن، العراق، فلسطين، تونس، وسفراء السلام، لتلبيتهم الدعوة ولوقوفهم الى جانب لبنان ولدعهم الثابت للشعب اللبناني على المستويات كافة.