إشتعال ميداني واسع جنوباً.. وخطاب جديد لنصر الله اليوم
لبنان |
السبت ٧ تشرين ثاني ٢٠٢٤
ويسير لبنان على شفير جحيم دُفع اليه قسراً، وانفتحت فوهته في اليوم التالي لحرب غزة. وبدا المشهد أمس في جنوب لبنان عشية قمة الرياض، كأنه وسط حرب قد يمتد لهيبها الى أماكن بعيدة في أي وقت من الأوقات. ووسط إطلاق الصواريخ وتحليق المسيّرات وغارات الطيران، غرقت الجبهة الجنوبية في آتون شظايا القذائف الفوسفورية والحرائق التي اشعلتها في الحقول والبساتين، إضافة الى أضرار جسيمة في الممتلكات. وأتى سقوط 7 عناصر لـ »»حزب الله» في موقع لهم في حمص في سوريا بغارة اسرائيلية، ليجعل سائر مناطق تموضعه غير آمنة سواء في لبنان أو سوريا. وفي المقابل، برهنت الاصابات التي ألحقها «الحزب» بالجنود الإسرائيليين، خصوصاً في موقع عسكري في منطقة المنارة ان المواجهات على الحدود الجنوبية تحتدم أكثر فأكثر.
وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن «مستوى عمليات المقاومة في الجنوب يتحرّك وفق مجريات الوضع الميداني في غزة ووفق مستوى الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، موضحة أن «عمليات المقاومة ترتفع وتيرتها تدريجياً وستتطور خلال الأيام المقبلة بحال لم يتمّ التوصل الى هدنة إنسانية في غزة».
وكتبت "الشرق الاوسط": نعى ««حزب الله» المقاتلين السبعة دفعة واحدة، وهو إعلان مخالف لسياسة الحزب الإعلامية في نعي المقاتلين منذ انخراطه في معارك مع الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، في 8 تشرين الاول الماضي، حيث درج على نعي عناصره؛ مقاتلاً تلو آخر في بيانات منفصلة، أما هذه المرة فقد نعى السبعة دفعة واحدة، وتداول ناشطون مقرَّبون منه صورة واحدة تجمع المقاتلين السبعة. ويرتفع بذلك عدد مقاتلي الحزب الذين قُتلوا منذ بدء التوتر في الشهر الماضي إلى 69 قتيلاً.
يأتي نعي هؤلاء في ظل تبادل لإطلاق النار في الجنوب، وغارات جوية إسرائيلية تصاعدت وتيرتها مساء الخميس، بالتزامن مع ضربات إسرائيلية لمواقع حساسة في حمص وسط سوريا، وبعد يومين على ضربات إسرائيلية على مواقع تابعة لـ ««حزب الله» قرب العاصمة السورية دمشق، وفق ما أفاد ««المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن ثلاثة من المقاتلين الذين نعاهم الحزب «قُتلوا بشكل مؤكَّد في الاستهداف الإسرائيلي لمزارع ومواقع أخرى تابعة للحزب قرب عقربا والسيدة زينب في جنوب غرب دمشق، ليل الأربعاء»، مشيراً إلى أن الاستهداف خلّف جرحى آخرين، أما الآخرون فقال عبد الرحمن إنه لا معلومات حول ظروف مقتلهم، كما أنه لا معلومات حول ظروف الاستهداف الإسرائيلي، فجر الجمعة، لمنطقة في حمص.
وقال عبد الرحمن: «استهدفت الضربات الإسرائيلية، فجر الجمعة، مواقع لحزب الله والجيش النظامي السوري في شرق شنشار، الواقعة جنوب شرقي مدينة حمص»، وهي منطقة تقع بين تدمر ومدينة حمص، لافتاً إلى أن الأهداف شملت مواقع دفاع جوي وإطلاق مسيّرات، لكنه أشار، في الوقت نفسه، إلى «تكتم من قِبل النظام السوري وحزب الله حول الضربة، بالنظر إلى أن المنطقة أمنية، لذلك لم يجرِ التأكد مما إذا كان هناك قتلى في الاستهداف».
وكتب علي حمادة في "النهار": هذه مخاطرة كبيرة لا يحتاج اليها لبنان، ولا يحق لأي طرف لبناني ان يغامر أو يقامر بمصير البلد. ونقول للذين يؤكدون لنا على الدوام ان "حزب الله" يسخّن الجبهة لكنه لن يفتحها لشن حرب عبر الحدود، انه من الأساس ممنوع ان نصل الى حافة الهاوية على النحو الحاصل اليوم. إن لبنان هو لنا جميعا. وبالتأكيد لن نقبل ان يصبح حكراً على مكوّن من دون المكونات الأخرى. لكن الواقع الذي حوّلنا جميعا الى رهائن يستخدمها طرف يقول ان خياراته لبنانية فهو أسوأ ما يمكن ان يحصل.
لا بد من وقفة وطنية شجاعة رفضاً لهذه المغامرات وللقول اننا نطالب بسحب جميع المظاهر المسلحة غير الشرعية من الجنوب، أولها مقاتلو الحزب المذكور، وتسليم المنطقة للجيش اللبناني الوطني الشرعي، ومعه قوات "اليونيفيل". ومن المهم إقفال جميع الثغرات التي يمكن ان يتسلل اليها أي طرف يسعى الى تفجير جبهة لبنان. وهنا نحن لا نتحدث بالضرورة عن "حزب الله"، إنما نخشى ان يكون هناك ضمن المؤسسة السياسية - العسكرية - الاستخباراتية في إسرائيل مجموعة تسعى الى جر لبنان الى حرب على قاعدة انتهاز الفرصة لمنازلة "حزب الله" أقوى الفصائل الإيرانية في المنطقة، لان الفرصة هذه لن تتكرر قبل وقت طويل. انتبهوا جيدا لما يدور حولكم، ولا تصدقوا كل الرسائل المطمئنة التي تصلكم. ان الحروب تنشب أيضا بسبب الحسابات الخاطئة.