المطران ابراهيم استقبل سفير فرنسا في زيارته الأولى الى مدينة زحلة: نعلق آمالنا على دور فرنسا لمساعدتنا في التغلب على الصعوبات.
لبنان |
السبت ٧ شباط ٢٠٢٤
واستهل اللقاء بكلمة ترحيب للمطران ابراهيم جاء فيها:
" سعادة السفير، يسعدني للغاية أن أرحب بكم اليوم في مطرانيتنا، هذا الصرح التاريخي الذي لعب دورًا حاسمًا، ليس فقط على المستوى الديني، بل أيضًا على المستوى الوطني والاجتماعي، على مدى قرون. وأود أن أشدد بشكل خاص على الأهمية التاريخية لهذه المطرانية، خاصة في ظل أسقفية سلفي المطران الراحل كيرلس مغبغب، الذي أصبح لاحقاً بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، ودوره التاريخي والمؤسس في اعلان دولة "لبنان الكبير" عام 1920، بالتعاون الوثيق مع السلطات الفرنسية."
واضاف" إن حضوركم بيننا يشهد على الأهمية التي توليها فرنسا لبلدنا، في هذه الأوقات المضطربة التي يمر فيها لبنان بمحنة غير مسبوقة.
لقد شرّفتنا سلفكم السفيرة آن غريو بزيارتها العام الماضي، ولا نزال نتذكر الكلمات البليغة التي قالتها حينها. وتحدثت في كلمتها بوجدانية عن التاريخ المشترك الذي يجمع فرنسا ولبنان، منذ أيام إعلان لبنان الكبير وحتى العصر الحديث. إننا نتذكر بامتنان العلاقات الراسخة التي أقيمت بين بلدينا، ونشعر بالشكر العميق للدعم المستمر الذي قدمته فرنسا وما تزال للبنان."
وتابع سيادته" اليوم، سعادة السفير، نرحب بكم في ظرف تواجه فيه بلادنا تحديات متعددة. إن الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الحالية تضع مجتمعنا امام اختبار صعب. إن اللبنانيين يتطلعون إلى مستقبل أفضل، وإلى استعادة كرامتهم واستقرارهم، وفي هذا السياق نعلق آمالنا على الدور الفريد الذي يمكن أن تلعبه فرنسا لمساعدتنا في التغلب على هذه الصعوبات.
وكما تعلم سعادة السفير، فإن لبنان يمر في مرحلة مظلمة من تاريخه. فالحريات الأساسية مهددة، والتوازن المؤسساتي ضعيف، والبنية التحتية، بما في ذلك مؤسسات مثل مستشفى تل شيحا، تواجه صعوبة كبيرة. ولكن، على الرغم من هذه التجارب، فإن إيماننا بالله وبالإنسانية وبالصداقة التي لا تتزعزع بين لبنان وفرنسا لا يزال راسخا."
وأردف" لا يمكننا أن نتجاهل الخطر الناشئ عن العدد الهائل من اللاجئين غير اللبنانيين الموجودين على أراضينا. إن اللبنانيين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، يعترفون بالإجماع بضرورة عودتهم إلى بلدانهم الأصلية. ونحن نعول على الدور الحاسم الذي يمكن لفرنسا أن تلعبه في تسهيل هذه العملية المصيرية، مع احترام الحقوق الأساسية لكل فرد وبهدف استعادة الاستقرار الإقليمي.
اليوم، نعهد إليكم بالمهمة الثقيلة المتمثلة في دعم أمتنا في سعيها من أجل الحرية والمساواة والأخوة. نحن مقتنعون بأن التزامكم تجاه لبنان وتفانيكم في تعزيز السلام والعدالة سيكونان مصدر إلهام وأمل لشعبنا."
وختم المطران ابراهيم " بإسم جميع المؤمنين في أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع، أعبّر عن عميق امتناننا لكم لزيارتكم اليوم. إن وجودكم بيننا هو علامة صداقة وتضامن تدفئ قلوبنا وتقوي إصرارنا على التغلب على التحديات التي تقف في طريقنا.
سعادة السفير، من فضلك اعتبر أبرشيتنا بيتك الثاني. نرحب بكم دائمًا بيننا، ونأمل أن تتميز إقامتكم هنا بلحظات من المشاركة والتعاون المثمر.
عاش لبنان، عاشت فرنسا، ولتستمر صداقتنا الى قرون قادمة."
بدوره السفير ماغرو القى كلمة عفوية شكر فيها حفاوة الإستقبال ومما قال:
"اشكر استقبالكم الحار اليوم، وهذا ما ادخل الدفئ الى قلبي ان أُستقبل بهذه الطريقة. وهذا ما قلته اليوم للمسؤولين الذين التقيت بهم.
عندما نكون خلف المكتب نرى ونقرأ العديد من الأمور ، لكن بالنسبة لي الأهم هو ان آتي لأعاين ما يجري على الأرض وان اكتشف هذا البلد."
واضاف" استغرقني بعض الوقت للقدوم اليكم لأن القضايا الحالية التي اشار اليها سيادة المطران ابراهيم، اخذت مني الكثير من الوقت ، وقد مضى على وصولي الى لبنان اكثر من خمسة اشهر، وهذه هي زيارتي الأولى الرسمية لمدينة خارج بيروت. ذهبت الى الجنوب والتقيت القوة الفرنسية العاملة في اطار قوات حفظ السلام الدولية اليونيفيل قبل السابع من تشرين الأول، وبعدها انشغلت بمالعجة الأوضاع ولم استطع القيام بزيارات للمناطق المجاورة ، واخيراً زحلة هي المدينة الأولى التي ازورها رسمياً حيث التقيت بسعادة المحافظ ورئيس البلدية، واريد ان اقول لكم لى اي درجة انا مذهول بهذا التقارب بين هذه المدينة وفرنسا ، انا مسرور جداً بلقاء هذا الحضور."
وتابع " بين مختلف اللقاءات التي اجريتها اليوم ذهبت برفقة زوجتي لزيارة احد الأفران حيث تذوقنا فطائر الشوكولا التي لم اتذوق مثلها من قبل، وهو فرن على مستوى عالٍ يتعامل مع اكبر المطاعم والفنادق في بيروت ، ما جعلني الاحظ ان هناك في هذا البلد وفي زحلة الكثير من الأمور الجميلة لنكتشفها، واهمية حضورنا تمر ايضاً من خلال المشاريع التي سننفذها في المنطقة قريباً مع فريق عمل السفارة وكيف نستمر بدعم الجهود المبذولة في هذه المحافظة والمدينة لمصلحة المواطنين والسكان، وكانت لنا محادثات مفيدة مع سعادة المحافظ ومع رئيس البلدية حول العديد من المشاريع التي يمكننا تطويرها."
واردف السفير الفرنسي " اريد ان كرر لأي مدى نحن ملتزمون بدعم لبنان ، الوضع في الجنوب مقلق جداً، وكما تعلمون قدمت فرنسا اقتراحاً لمعالجة الوضع سياسياً في الجنوب قبل ان يتدحرج نحو الأسوأ، وشرحت بفضول خلال لقاءاتي كيف ان الجميع لم يفهم لغاية اليوم ان الموقف الذي اتخذناه يظهر بوضوح وقوفنا الى جانب لبنان، نحن لسنا هنا لنتحدث باسم احد آخر، نحن هنا لندعم لبنان ولنتفادى جر لبنان الى هذه الأزمة الكبيرة التي من الممكن ان تصبح ازمة اقليمية، لأننا نؤمن بمستقبل لبنان ونؤمن ايضاً بضرورة الحفاظ على الإستقرار في اطار سياسي تعرفونه جيداً اكثر مني، واشار اليه سيادة المطران ابراهيم في كلمته."
وعن موضوع انتخاب رئيس للجمهورية قال " نحن معنيون جداً بتفعيل مسار انتخاب رئيس للجمهورية ، لأننا نعتقد انه من الضروري جداً اليوم ان توضع المؤسسات الدستورية في لبنان على السكة الصحيحة ، وان يتم انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن لأننا نرى بوضوع تداعيات غياب رئيس الجمهورية على رأس هذا البلد، كونوا متأكدين ان الرابط التاريخي بين بلدينا هو اهتمام يومي لدي، وعندما قابلت رئيس الجمهورية الفرنسية الرئيس ايمانويل ماكرون قبل استلامي مهامي في بيروت قال لي بالحرف الواحد " لبنان هو اولوية بالنسبة الى فرنسا، ويجب ان يبقى كذلك" ، بالنسبة الى كانت التعليمات واضحة جداً ، وما نقوم به في لبنان هو موضوع متابعة يومية من الإدارة الفرنسية ، وهذا يظهر الى اي درجة لبنان هو في اولى اولوياتنا وتحدياتنا في هذه المنطقة، واستقرار لبنان هو امر مهم جداً لنا ولهذه المنطقة."
وختم ماغرو " مرة جديدة اشكر المطران ابراهيم على الإستقبال المميز ، واشكر الحضور جميعاً واؤكد بأنها لن تكون هذه زيارتي الوحيدة الى زحلة، سيكون هناك زيارات لمتابعة العمل والمشاريع التي بدأناها في المنطقة منذ زمن طويل. ستبقى زحلة بالنسبة الينا نقطة ارتكاز مهمة جداً وبالأخص في المشاريع التي سننفذها في المركز الثقافي الفرنسي في زحلة خلال الأشهر المقبلة، وهذا ما يظهر التزامنا بالوقوف الى جانبكم ، سأعود مراراً الى زحلة لإكتشاف هذه المدينة الرائعة."
بعد الكلمات تبادل المطران ابراهيم والسفير ماغرو الهدايا التذكارية واقام المطران ابراهيم مأدبة غداء على شرف السفير ماغرو والوفد المرافق والحضور.