المساواة 'بعد 300 عام'.. قصة يوم المرأة العالمي وحقيقة واقعها!
لبنان |
السبت ٢٧ أذار ٢٠٢٤
كيف هو حال المرأة في يومها العالمي في لبنان؟
رغم الإنجازات التي حقّقتها المرأة في لبنان في إطار القضايا القانونية التي تحميها، لا تزال الأزمة الاقتصادية التي حلت على لبنان منذ أواخر العام 2019 ترخي بظلالها على اللبنانيين وخاصة النساء، وقد حملت الاعوام الثلاثة الماضية تراكمات مختلف أنواع الأزمات في البلاد، ما أثّر بشكل كبير على النساء، لا سيما المهمّشات منهن. كما ان جرائم العنف والقتل بحق النساء ازدادت، وكثرت حالات الانتحار، لذا فإن وضع النساء في لبنان ليس في تحسّن، بل على العكس هو في تراجع، والظروف الاقتصادية التي تمرّ بها النساء أصبحت أصعب بكثير حيث بات الوصول إلى العدالة شبه مستحيل".
وبحسب أرقام منظمة "كفى"، كان عدد جرائم القتل بحق النساء 18 حالة في العام 2022، إلا أنه ارتفع إلى 21 حالة في العام 2023.
وكان 66 في المئة من الاتصالات التي تلقتها منظمة "كفى" في الربع الأول من العام الماضي متعلقة بحالات جديدة من العنف تجاه السيدات، وارتفعت هذه النسبة إلى 71 في المئة مع نهاية العام.
وجرى استقبال 8 في المئة من 300 حالة من القصّر، وارتفعت هذه النسبة إلى 11 في المئة مع نهاية العام.
وتنوّعت النسب بين الحالات الاجتماعية للسيدات ضمن 245 حالة في الربع الأخير من العام الماضي، وكانت 63 في المئة منها من المتزوجات، و17 في المئة من العازبات، و17 في المئة من المطلقات أو المنفصلات.
وكانت النسبة الأكبر بين 63 و72 في المئة من النساء من الجنسية اللبنانية في 245 حالة جديدة.
وفي الربع الأخير من العام الماضي، كان المعتدي في 63 في المئة من الـ 245 حالة هو الزوج الحالي، و9 في المئة من الزوج السابق، و19 في المئة من فرد من أفراد العائلة، و9 في المئة من خارج العائلة.
وفي الفتره نفسها، كانت أنواع العنف تتراوح بين 42 في المئة معنوي، و35 في المئة جسدي، و13 في المئة اقتصادي، و10 في المئة جنسي.
السنة الأسوأ للنساء
"كانت السنة الماضية هي السنة الأسوأ بالنسبة للنساء في لبنان"، فالظروف الراهنة في لبنان والتي بدأت منذ انتشار كورونا والأزمة الاقتصادية وانفجار المرفأ، انعكست على النساء ولا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم. لكن في العام الماضي، كان ثقلها أكبر، وتجلّت تداعيات تراكم الأزمة على النساء أكثر.
وساهمت عوامل عديدة في البلاد في دفع النساء الثمن، لا سيما مع الاعتكاف القضائي وتعطّل الحياة السياسية، إذ إنّ النساء الأكثر تهميشاً هنّ اللواتي يدفعن الثمن الأكبر بسبب هذه الأزمات.
واليوم لا يمكننا ان نتجاهل الحرب الدائرة في الجنوب والثمن الذي تدفعه نساء الجنوب النازحات والشامخات والصابرات الفاقدات لأبنائهنّ وبيوتهنّ وأزواجهنّ. والتلميذات اللواتي اضطررنا لترك مدارسهن، وكل هذه الامور عوامل إضافية لزيادة وضع المرأة سوءاً.
في النهاية لا يمكننا إلا ان نجدد تحية تقدير وإجلال للمرأة في يومها العالمي، على أمل ان يكون العالم أجمع إلى جانبها محفزاً إياها وداعماً لها في وجودها بإعطائها المزيد من الحقوق في ملفّات السياسة والزواج والجنسيّة والحضانة وغيرها.