رسالة خماسية “غير مباشرة” للبنان ومهمّة صعبة بجعبة لو دريان
سياسة |
السبت ٢٧ تموز ٢٠٢٤
وخلافا للتفسيرات والتحليلات والمبالغات الداخلية التي تتخيّل سيناريوهات وهميّة غير واقعية لمهمة لو دريان قبل بدئها، وتكشف اوراقه المستورة قبل ان ينجز إعدادها، وتنسب الى الحراك الفرنسي الانتقال من خيار رئاسي الى خيار او خيارات أخرى، فلا شيء واضحا حول مهمّة الموفد الفرنسي، الذي سبق للو دريان ان حصرها بالسعي لأطلاق حوار بين القادة اللبنانيين. وعلى ما يقول مطلعون فإنّ الاجتماع الخماسي الجديد، يغطي هذه المهمّة ويمنحها دفعا معنويّا ينطوي على رسالة غير مباشرة للبنانيين لتلقف هذه الفرصة، والانخراط في حوار مسؤول يقودهم الى اتمام استحقاقاتهم الدستورية على وجه السرعة.
على مسافة أيّام من وصول لو دريان، تجتاح المشهد السياسي موجة من التكهّنات حول مهمته في بيروت؛ بعضها يعلّق عليها الأمل بانفراج ممكن، بوصفها محصّنة بهيبة الايليزيه، ومنسقة ما بين دول الاجتماع الخماسي. وبعضها الآخر يقاربها بكونها مهمّة شبه مستحيلة، ويشكّك في نجاح لو دريان في اقناع الشتات السياسي اللبناني بكسر صخرة التعطيل والتوافق على رئيس للجمهوريّة. وبعضها الثالث يقاربها كمهمة فاشلة حتما ما لم تكن محصّنة من راعيها، أو رعاتها، بعوامل وآليات إنجاحها.
بمعزل عن تلك التكهنات والتخيلات، وعما يحمّله لو دريان في جعبته، فعلى ما تقول مصادر مواكبة للحراك الفرنسي لـ”الجمهورية” إنّ “الموفد الرئاسي الفرنسي ليس آتيا للسياحة والنزهة في لبنان، بل هو آتٍ في مهمّة على درجة عالية من الاهمية، وما بعدها لبنانيا، ليس كما قبلها، حيث على نتائجها يتحدّد المسار اللبناني نحو واحد من اتجاهين؛ الأوّل في اتجاه الانفراج واعادة انتظام حياته السياسيّة بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة في القريب العاجل. والثاني في اتجاه الإقامة الطويلة الأمد على رصيف الانتظار والتخبط باحتمالات سلبية على كل المستويات، ريثما تنشأ ظروف استيلاد فرصة جديدة. علما أن كلّ المؤشّرات الخارجية تتقاطع عند حقيقة أنّ لبنان بالكاد يجد له مكانا في اجندات الأولويات والاهتمامات الدولية”.
المصدر:صحيفة الجمهورية