سكاف يتحدّث عن 'مادة لإذكاء الصراع الداخلي
سياسة |
السبت ٢٧ آب ٢٠٢٤
ولفت سكاف في حديث لـ "الأنباء" الكويتية ، الى أن "المبادرة الفرنسية تحولت الى مادة لإذكاء الصراع الداخلي، وبالتالي الى تعثرها بالكامل إن لم نقل فرملتها بشكل نهائي، بدليل أن المقاربة التي اعتمدها لودريان اثناء لقاءاته الأخيرة مع القوى السياسية، لم تأت مطابقة لنصيحة اللقاء الخماسي الذي لوح بعصا العقوبات ضد من يعرقل انتخاب الرئيس في لبنان، ما يعني من وجهة نظر سكاف أن حظوظ المبادرة الفرنسية لاختراق جدار الأزمة الرئاسية، في أدنى مستوياتها اليوم، لا بل إن المصداقية الفرنسية أصبحت على المحك تجاه ما ورد في البيان الصادر عن اللجنة الخماسية في الدوحة".
وأشار الى أن "مفاوضات باسيل مع الثنائي الشيعي ممثلا بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، قد لا تصل الى الغاية منها، خصوصا أن المعلن من المطالب الباسيلية، أي الصندوق السيادي واللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، موضع خلاف حاد بين اللبنانيين، وما لم يتمكن اللبنانيون من الاتفاق عليه بعد 33 عاما على اقراره في اتفاق الطائف، لن يتمكن باسيل من الحصول عليه خلال أسابيع من مفاوضاته مع حزب الله، ناهيك عن ان الحديث عن الصندوق السيادي هرطقة كاملة الأوصاف، لان المطلوب اليوم ليس صندوقا سياديا في دولة مفلسة، انما إقرار قانون في مجلس النواب يمنع التصرف بعائدات الثروة النفطية حال وجودها واستخراجها، وذلك على غرار القانون الصادر عن مجلس النواب في العام 1986 الذي منع التصرف بمخزون الذهب".
وشدّد على أن "المشكلة في الانتخابات الرئاسية، ليست بمن صوت من الكتل النيابية لفرنجية أو لأزعور، إنما تكمن لدى من نادى لأشهر بضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي، وعند مرور صندوقة الاقتراع يصوت اما بأوراق بيضاء، واما لأشخاص لا أمل لهم في الوصول الى بعبدا، فهؤلاء المتلونون بالرمادية الانتخابية وحتى السياسية، يتحملون الجزء الأكبر من اسقاط النصاب في جلسة 14 حزيران، وأسباب استمرار الشغور الرئاسي، لأنه لو كانوا فعلا يريدون انتخاب رئيس للبنان، لكانوا اصطفوا مع فريق ضد فريق، وتركوا أصول اللعبة الديمقراطية تسير في طريقها الصحيح".
وختم سكاف "الاستحقاق الرئاسي أمام معضلة صلبة، ومتوقف حاليا عند ما سيعود به لودريان، ومتى سيعود، وما اذا كان سيعود اصلا؟ خصوصا ان السؤال الأبرز ما اذا كانت فرنسا تريد المماطلة وكسب الوقت للحفاظ على موقعها في المنطقة بانتظار انجلاء الصورة الخارجية لاسيما منها الانتخابات الرئاسية الأميركية، معتبرا أمام ما تقدم، انه ما يمكن قراءته بوضوح حتى الساعة، أن لبنان في ظل الشغور الرئاسي وتعطل المؤسسات، على كف عفريت بسبب الاحتقان السياسي والشعبي، والاهم بسبب الشحن الطائفي المقلق على مستوى السلم الأهلي، والذي دمغ مؤخرا الوضع الأمني ببصمات دموية مرفوضة في عين ابل والكحالة، وتبقى الخطوة الأهم في مواجهة هذا القلق، هو احتكام الجميع الى لغة العقل والضمير منعا لانزلاق البلاد الى ما لا تحمد عقباه".
الأنباء الكويتية