السيد نصرالله للعدو: الرد على ما حصل في الضاحية آتٍ لا محال
سياسة |
السبت ٢٧ كانون ثاني ٢٠٢٤
•الحاج أبو سليم ياغي منذ بداية شبابه كان فاعلا ومؤثرا في محيطه في مدينة بعلبك، وشهادتي به حسيّة، فقد عرفتُه منذ أن كنّا شبانًا عام 1978 ومنذ الساعات الأولى نشأت علاقة أخوة ومحبّة وصداقة وثقة كاملة فيما بيننا، والملهم الأول للحاج أبو سليم كان سماحة السيد موسى الصدر، وحضوره في البقاع كان كبيراً جداً...
•أهل البقاع كانوا دائماً أهل الوفاء بالوعد والقسم..
حول الجبهة على الحدود في شمال فلسطين:
•بدأت الجبهة في الجنوب منذ ما يزيد عن 90 يوماً، خلال هذه المرحلة تم استهداف كل المواقع الحدودية وعدد كبير من المواقع الخلفية ومن المستعمرات الاسرائيلية ردا على استهداف المدنيين في لبنان. في احصاء بسيط، نفذت المقاومة ما يزيد عن 670 عملية خلال 3 أشهر. في بعض الأيام بلغ عدد العمليات 23 عملية، والمعدل الوسطي من 6 إلى 7 عمليات يومية. والمواقع الحدودية التي استهدفناها 48 موقع حدودي، وعدد استهداف المواقع 494 استهداف. النقاط الحدودية التي لجأ إليها الاسرائيليون 50 نقطة حدودية، إضافة إلى المواجهات التي خاضها سلاح العدو الجوي مع سلاحنا. بالمرحلة الاولى تم استهداف المواقع الحدودية الاولى، سقط عدد كبير من القتلى والجرحى وتم استهداف المواقع بالصواريخ الموجهة ومن نوافذ الدشم. كما تم استهداف التجهيزات الفنية والاستخبارية في كل المواقع الاسرائيلية وما زالت تُضرب، قيمة الخسائر تقدر بمئات ملايين الدولارات وهي على مستوى عالية من التكنولوجيا وهي تسيطر معلوماتيا على جزء كبير من لبنان، هذه كلها تم استهدافها وتدميرها. في المرحلة الثانية، هرب الجنود الاسرائيليون من المواقع إلى المستعمرات التي خلت من سكانها وإلى محيط المواقع.
•نحن نحصل على معلومات جيدة حول تموضع قوات العدو ونحصل على هذه المعلومات إما بناء على صورة أو عبر فيديو، ويقوم إخواننا بالاستهداف بناء لهذه المعلومات التي تصلنا.
•تم تدمير عدد كبير من الاليات والدبابات الاسرائيلية بينما هي مختفية. كما دمرنا جزء كبير من المواقع، وقد ألحقنا بالعدو كثير من القتلى والجرحى ولكن العدو يتكتم ولا يعترف بالاعداد الحقيقية وهناك من يقول بأن عدد الخسائر والقتلى للعدو ثلاثة أضعاف مما أعلن، وهناك حديث عن 2000 إصابة في الشمال...
•نحن نفهم أن تكتم العدو على خسائره قد يكون له عدة أسباب، منها جزء من الحرب النفسية. ولكي لا يُحرج العدو أمام مجتمعه لأن ما يجري على الحدود في الشمال وصفه الكثيرون بإنه إذلال للإسرائيليين.
•من نتائج الجبهة الجنوبية، المهجرون من المستعمرات الاسرائيلية. نحن خلال كل المرحلة الماضية لم نستهدف المدنيين بل أهدافاً عسكرية وحتى داخل المستعمرات كنا نستهدف العسكريين فقط، وعندما ضربنا بيوتا كانت ردا على استهداف المدنيين عندنا، ولكن بنتيجة ما حصل هاجر المستعمرات كثيرون ما يفوق الـ 200 ألف. كما ان هذا التهجير سيشكل ضغطا معنويا ونفسيا وأمنيا على حكومة العدو إضافة إلى حالة القلق السائدة في الشمال.
•للذين يسألون عن الجدوى من فتحنا لهذه الجبهة في الشمال نقول، "هدف هذه الجبهة أمران، الأمر الاول الضغط على حكومة العدو واستنزافه جيشاً ومجتمعاً وإيلامه من أجل وقف العدوان على غزة، والهدف الثاني هو تخفيف الضغط عن قطاع غزة في الوضع الميداني والقتالي".
• منذ العام 48 إسرائيل تهاجم جنوب لبنان وتعتدي على الاهالي وعلى الجيش اللبناني ومنذ ال 48 عملوا حزام أمني داخل الاراضي اللبنانية، دائماّ كان اهل الجنوب هم الذين يهجرون، اليوم المحتل الاسرائيلي هو الذي يُهجّر وهذا له قيمة معنوية لنا. دائماً كان الحزام الأمني عندنا في لبنان، أما اليوم فأصبح الحزام الامني داخل أراضي الشمال بعمق 5 إلى 7 كلم. المحتلون هُجّروا الجنود في حالة استنفار واختباء، كل هذا يشكل ضغط على حكومة العدو. لذا أقول لهؤلاء المستعمرين الذين يصرخون ويخافوا ويطالبون حكومتهم بالحسم العسكري مع لبنان، أقول لهم هذا خيار خاطىء لكم ولحكومتكم، وأول من سيدفع الثمن هو أنتم في مستعمرات شمال فلسطين. إذا كنتم تبحثون عن الحل، فهو بان يتوجه مستوطنو الشمال لمطالبة حكومتهم بوقف الحرب على غزة، وأي خيار آخر لن يجلب للمستوطنين في الشمال إلا المزيد من الدمار والاثمان الباهظة.
•ناتانياهو من كم يوم سألته احدى الصحفيات، قالت له هل حزب الله مردوع؟، قال لها "سمعتي بالخيمة في مزارع شبعا، أين هي الخيمة هلق؟. هذا كان جوابه. أقول لناتنياهو "عم تحكي عن الخيمة هذه سخافة، حكيني عن 48 موقع حدودي مدمر وعن 11 موقع خلفي وعن 17 مستوطنة هوجمت حكيني عن جيشك وضباطك وجنود المختبئين كالفئران في المنطقة الحدودية!، هل يُعقل ان تحكي عن خيمة؟. اليوم يوجد معركة حقيقية، بتحكيني عن خيمة؟".
•ما يجري على حدودنا الجنوبية منذ ثلاثة أشهر لم يحصل منذ الـ 1948.
•نحن اليوم امام فرصة تاريخية الآن للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا اللبنانية، وامام فرصة حقيقية لتثبيت معادلة تمنع فيها العدو من اختراق أجوائنا وبحرنا وسيادة بلدنا، هذه الفرصة فتحتها هذه الجبهة الحاصلة منذ أشهر.
•لن نتوقف إلا بعد وقف العدوان على غزة.
•لأولئك الذين سطّروا الكثير من المقالات يوم الحدود البرية وقالوا انو انتهت المقاومة وحزب الله عم يطبع مع إسرائيل، أريد أن أذكرهم بال 90 يوماً والشهداء والقتال، وأقول لهم أين هي ادعاءاتكم اليوم؟
•ما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت خرق كبير وخطير وبالتأكيد لن يكون بلا رد أو بلا عقاب، والقرار هو في يد الميدان وهذا الرد آت حتماً ولا نستطيع أن نسكت على خرق بهذا المستوى، لأن هذا يعني ان كل الناس ستصبح مكشوفة، وحجم المفاسد التي تترتب على السكوت ن هذا الخرق هي أكبر بكثير من أي مخاطر، فلنذهب إليها عند الرد على هذا العدوان، والرد آتٍ لا محالة والميدان سيحدد.
وحول ما يحصل في العراق:
• الولايات أمام هزيمة استراتيجية كبرى في أوكرانيا.
•هناك اليوم فرصة تاريخية أمام العراق ليغادر المحتلون الذي سفكوا دماء شعوب المنطقة.
•العراق لا يحتاج الى الأميركيين لقتال داعش.
•من الذي يرعى اليوم داعش في سوريا؟ فتشوا عن القوات الأميركية.
في موضوع اليمن:
•رسالة اليمن اليوم هي رسالة للولايات المتحدة أنتم لا تواجهون حركة أنصار الله بل عشرات ملايين من الشعب اليمني الذي كلّ تاريخ إلحاق الهزائم بالمعتدين
•أميركا هي التي تدفع باتجاه توسيع العدوان من خلال عدوانها على اليمن.
بالعودة إلى لبنان:
• أقول لعوائل الشهداء إنني أستمع لكلماتكم التي تقولونها على التلفزيونات، وما أسمعه أتوقعه من هذه البيئة ، أتأسف بسبب الوضع الأمني لي، ولكنني أتمنى أن أذهب إلى بيوتكم وعائلاتكن وأقف إلى جانبكم وأن أقبل جباهكم وأياديكم، وأنتم فخر هذه الأمة. وإلى المواطنين والبيئة في الجنوب التي تدفع الثمن المباشر في حياتها وبيوتها وأبنائها وأرزاقها، أيضاً هذه البيئة هي صابرة ومؤمنة ومجاهدة وصاحبة بصيرة وهي تعلم ماذا تعني هذه المعركة وما هي أبعادها، يا أهلنا في الجنوب لو كان قد قدر للعدو أن يهزم المقاومة في غزة النوبة بعد غزة كانت ستكون في جنوب لبنان وجنوب الليطاني بالتحديد، كان سيأتي هذا العدو ليهجم عليكم ويقتلكم، لكن أنتم من كسرتموه. هذه المعركة ليست فقط من أجل فلسطين بل من أجل جنوب لبنان وترابه. على بيئتنا أن تتضامن في هذه المعركة نفسيا ومعيشياً ومالياً، ومعركة جنوب لبنان هي معركة جنوب لبنان كما هي معركة فلسطين والقدس.
تصلني من الجبهة رسائل وتقارير عن حوادث لدى هؤلاء المقاتلين ستنشر في يوم من الايام ولكنها تعبر عن مدى صدقهم وإخلاصهم للتضحية والفداء من أجل الله ودينهم وشعبهم ووطنهم وشعبهم ومن أجل كرامة الجميع، هؤلاء يقاتلون في ظل البرد والصقيع وتحت المطر وتحت الغارات والقذائف، يتقدمون ويهاجمون مواقع العدو ويردون على استهداف المدنيين وسيردون على استهداف الضاحية، لذلك نتوجه لهؤلاء المقاومين من كل لبنان، لهؤلاء المقاومين أتوجه بالتحية والدعاء بأن يسدد الله أمنيتهم وأن يوفقهم الله ليصنعوا بأيديهم وبأنفاسهم ودمائهم الذكية هذا النصر الذي نتطلع إليه جميعاً.