'مشوار على السكة': حلم عودة القطار هل بات قريبا؟
مقالات وتحقيقات |
السبت ٧ أيار ٢٠٢٤
وفي زمن ضاقت فيه وسائل القطاع العام بالمواطن، وباتت مصلحة سكك الحديد كناية عن "قطع خردة" وموظفين متقاعدين، صار لزاما على المعنيين في الدولة البحث عن مصادر تمويل لمشروع سكة حديد ينطلق معها قطار التجارة والنقل من لبنان الى العالم العربي واوروبا.
في الاول من أيار اختارت جمعية “train train” أن تأخذ المواطنين "مشوار عالسكة" من المحطة الاولى في مار مخايل وصولا الى محطة رياق ليتعرف أكثر من 230 شابا وشابة على هذا القطاع الذي أهملته الدولة لحسابات خاصة تتعلق بالمنتفعين الذين وجدوا أن القطار يمنع صفقاتهم، يقول رئيس الجمعية كارلوس نفاع الذي وضع هذا النشاط في اطار الصرخة بوجه كل الذين يُحيكون في الغرف السوداء صفقات بيع اصول الدولة ومنها اراضي سكك الحديد وخطوطها، لافتا أيضا الى أن هذا النشاط كان رسالة دعم لأي مشروع نقل استراتيجي يربط لبنان بمحيطه الاقليمي عبر مرفأ بيروت أو مرفأ طرابلس وسكك الحديد التي تربط المناطق فيما بينها.
في المشوار على السكة، توقفنا عند محطات عدة من بعبدا الى عاريا شويت مرورا بمحطة عاليه فصوفر وصولا الى سعدنايل فرياق.. محطات لديها تاريخها ودورها الاقتصادي الذي لعبته في بداية القرن الماضي، واللافت كان الشرح المُسهب لمشروع وضعته الجمعية ويلحظ استعمال خط بيروت الشام. لهذا الخط أبعاد تاريخية وسياحية يُعيد إحياء قرى الجبل والقرى على خط بيروت الشام، لاسيما وأن تجربة محطة رياق والتي كانت تضم معامل ومشاغل وفندقا خاصا خير دليل على ضرورة اعادة احياء هذا المشروع بالطرق الحديثة الذي يلبي طموحات اللبناني عامة وابن البقاع خاصة، ويكون بديلا عن معابر غير شرعية تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني.
في حديث لـ "ليبانون فايلز" يؤكد نفاع أننا نعيش اليوم واقعا مصيريا وعلينا أن نُحدد خياراتنا الاقتصادية والاجتماعية ورؤيتنا لأي بلد نريد، مشيرا الى أن هدف هذا النشاط الاضاءة على مطلب أساسي وهو أن يكون في لبنان الجديد الذي سيخرج من هذه الازمة سياسات عامة تحترم عدالة التنقل وحق المواطن بالتنقل وترفض سياسات تدمير الجبال والسهول من أجل مزيد من الاوتوسترادات والاموال المهدورة في جيوب المتعهدين.
يُبدي نفاع أسفه لما وصل اليه قطاع النقل اليوم حيث انتقلنا من مرحلة وقف آخر قطار كان يربط شكا ببيروت عام 95 الى مرحلة هدر الاموال من أجل اعداد الدراسات من دراسة العام 96 الى دراسة العام 2012 وصولا الى دراسة العام 2016 كلها كانت حبرا على ورق. ويؤكد نفاع أننا أضعنا فرصة ثمينة بعدم تطبيق أول خطة وضعت عام 96 والتي تحدثت عن خط الناقورة جنوبا الى العبودية شمالا وكانت برأيه فرصة كبيرة لربط لبنان اجتماعيا واقتصاديا وللتخفيف من كلفة التنقل ومنع تفريع الجامعة اللبنانية الى أكثر من فرع بسبب عدم قدرة المواطنين على التنقل، كما كانت قادرة على تخفيف المركزية المفرطة في الاقتصاد حيث تتمركز حوالى 70% من الحركة الاقتصادية في بيروت الكبرى، وكانت الخطة كفيلة بفتح باب الازدهار وتطبيق اللامركزية في الاستثمار في كل المناطق وهو ما عُرف في حينه بالانماء المتوازن.
سبق لجمعية ”train train ” أن اعلنت عن المخطط الوطني التوجيهي لسكك الحديد وعلى الحكومة بحسب نفاع أن تحدد أي خط هو أولوية بالنسبة الى لبنان والعمل عليه بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، الا أن الجمعية ترفض رفضا قاطعا أن يتم تلزيم أي مشروع مستقبلي على غرار عقود التراضي التي حصلت في مرفأ بيروت أو "الترمينال 2" في المطار.
ليبانون فايلز - علاء الخوري