بعض التواصل الاجتماعي يقع تحت قبضة الرعاع
مقالات وتحقيقات |
السبت ٢٧ شباط ٢٠٢٤
كتب الصحافي فؤاد سمعان فريجي
العالم قرية صغيرة هكذا يتم توصيف تكنولوجيا العصر الحديث وفورة الأبداع الساحر الذي ربط الكوكب الصغير بكل شاردة وواردة .
تعددت أسماء المنصات وانكب عليها اكثر من ٤ مليارات و٨٠٠ مليون انسان ، يعني اكثر من نصف سكان الأرض متابعين يومياً بشغف وعشق لا يوصف !!
وككل شيءٍ جميل يُفسده أوباش عندما حولوا بعض منصات التواصل الاجتماعي الى الشتم وتوزيع الكراهية والدعارة وتعليم اساليب القتل والأرهاب ، والفضائح الأجتماعية ، والألعاب الألكترونية التي تفتت عقول الأطفال .
لقد استخدم المُغفلين والمُتخلفين ، اختراعات العباقرة وسخروه للتفاهات وحب الظهور والشكليات الزائفة في استعراض مخيف يُنذر بعواقب وخيمة !
عدا عن كثر من الأشخاص الذين نصبوا أنفسهم على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة Tik Tok بألقاب ليست لهم ، من سفراء ودكاترة ومحللين وأطباء وملكات جمال وباحث وصحفيين وإعلاميين ونقباء وقادة ، والأنكى من ذلك ان جمهور كبير من المتابعين يطوف بأعداد هائلة خلف هؤلاء ، في تضليل فاضح يؤثر على فئة من الناس التي تفتقر الى ثقافة المعرفة .
وبدل محاربة هؤلاء وفضحهم ، يتم تعميم موبقاتهم المحشوة بالسموم التي ينشرونها ويلوثون عقول فئة عمرية غير مدركة عما تُشاهده في عالم افتراضي مزيف!!
عالم من الفوضى ، برامج او تطبيقات وفيديوهات يتم تكرارها والتركيز عليها ، الأبرز فيها ( الدعارة ) ومجموعات كبيرة من بائعات الهوى لاقت مكاناً مناسباً لعملهن حيث ينتشر هؤلاء وبكثرة ووقاحة عبر بعض المنصات في أحاديث تُحاكي الغرائز الجنسية .
وتطبيقات متخلفة تدعوا الى تأجيج الطائفية والمذهبية ، يبدو ذلك وكأنه متعمد للنشر ولمحاصرة العقول التي تستقطب الفلتان الاخلاقي وهدم المجتمعات المتهالكة !
من اخر المشاهد الذي ضجت به هذه المواقع عبر تطبيق TikTok هو من يُطلق على نفسه اسم دكتور حيث اتهمته زوجته بالخيانة وهذا التعميم من الفيديوهات فيه السخافة والانحطاط والسقوط في قاع العالم السفلي .
القادم لا يُبشر بالخير ، الخوف الكبير هو انغماس الأطفال في الألعاب الإلكترونية والمراهنات التي تتغلب على تنشئة الأدمغة وتُحبط نموها ، والعجب في ذلك ان اجيال بكاملها تمنو على وقع الأغاني الساقطة والعراضات الجسدية التافهة والفولكلور المزيف ،ولم يعد في قاموس هؤلاء اي من الثقافة العائلية والوطنية وأرث التاريخ !!
من المفترض ان يتم حجب كل التطبيقات والحسابات والمواقع التي تنشر هذه الموبقات كي تقوم البشرية على مبادئ التطور السلوكي والفكري ، إلا إذا هناك غرف سوداء وجهات تُريد عنوةً ضرب أوطان ومجتمعات بسلاح الأجساد العارية والتخدير الديني ليبقى الجَهل ظلام قاتماً يفخخ سبيلها .