أمراض تسبّبها المياه الملوثة في البقاع...!
مقالات وتحقيقات |
السبت ٢٧ أذار ٢٠٢٤
في بلدة تعلبايا سجّلت بعض الحالات؛ وسببها تسرّب مياه الصّرف الصّحي إلى مياه الشّرب ومياه الري، فالبُنى التحتيّة المتداعية؛ هي المسبّب الأول لحالات اليرقان المسجّلة في هذه المنطقة.
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع النّائب الدّكتور بلال الحشيمي وقال: "تتعدّد مصادر المياه التي يعتمد عليها سكّان بلدة تعلبايا لتأمين المياه، فالمصدر الأساسي هو من مياه جديتا ولكن بسبب تقنين الكهرباء بشكل لا تتجاوز مدّة التّغذية الأربع ساعات خلال ال ٢٤ ساعة، فلم تعد تكفي البلدة بكاملها، لذلك يعمد بعضهم إلى شراء المياه من أصحاب الصهاريج وتعبئة الغالونات من الحواويز والينابيع، ولا تقتصر المشكلة على قلّة إمدادات المياه، بل تتعدّاه إلى نوعيّة هذه المياه وصلاحيتها للاستخدام؛ لأنّ شبكات التّوزيع مهترئة تتسرّب إلى داخلها مياه الأمطار ومياه الصّرف الصّحي، كما أنّ أصحاب الصهاريج يجلبون المياه من مصادر مختلفة وفي غالب الأحيان لا تخضع للمراقبة والفحوصات المخبرية".
وأضاف: "قُمت بالتّواصل مع وزير الطّاقة؛ لتجديد شبكات التّوزيع ونظرًا لتعذّر تأمين التّمويل من الوزارة، اقترحْتُ على الأهالي دفع مبلغ ٥٠$ عن كل أسرة لهذه الغاية، وعندما أبلغت مدير عام مؤسسة مياه البقاع الأستاذة بولا حاوي، اقترحت تأمين التّمويل من الجمعيات الأجنبيّة العاملة في لبنان؛ لأنها لا تريد أن تكلّف الأهالي، وعليه تحدّثت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمساعدة في تأمين التّواصل مع الجمعيات، ونحن في انتظار ما ستؤول إليه الأمور".
توسّعت رقعة الانتشار في مخيمات النّازحين السّوريين في بلدة برالياس.
في هذا الصّدد، سأل موقعنا الدّكتور والصّيدلي سليم ميتا وقال: "سبب حالات الصفيري هو تلوث مياه الشّرب، وسجّل في البلدة خلال الشّهر الحالي ٣٠ حالة لأشخاص من التابعيّة السّورية، ممّن يعيشون في مخيمات برالياس، وعوارض المرض متعدّدة بين آلام البطن واصفرار البول والعيون، وجميع الحالات قابلة للعلاج في حال كان الكبد بحالة سليمة وعلى المريض التوقف عن أكل الدهون".
أمّا بالنّسبة للأطفال الذين تلقّوا اللّقاح المضاد للمرض قال: "إنّ إصابتهم تكون خفيفة وغير مؤذية، كما أنّ هذا المرض مُعدي وتنتقل العدوى عبر الأكل من ذات الطبق أو بذات الملعقة، وفي حالة دخول المرحاض بعد المُصاب دون تعقيم، أمّا الحدّ من انتشار المرض، يجب حجْر المُصاب، والتّأكد من مصادر المياه في الأحياء التي سجّلت فيها الإصابات، مع الإشارة إلى أنّ بلدية برالياس مستقيلة وليس هناك جهة رسميّة تتابع هذا الموضوع".
أمّا في ما يخصّ بلدة سعدنايل، تحدّث موقعنا مع رئيس البلدية السّيد حسين الشوباصي وقال: "تبلّغنا بإصابة شخص واحد بالصفيرة منذ أسبوع، والحي الذي سجّلت فيه الإصابة، يقع على حدود بلدة تعلبايا وهو يتغذّى من مياه جديتا الخاصّة بتعلبايا، والقسطل الذي يصلها من جديتا متداعي وتدخل إليه مياه الصّرف الصّحي، أمّا بقيّة أحياء البلدة، فهي تتغذّى من مياه جديتا عبر قسطل من الفونت، وهو بحالة جيّدة ولا تتسرّب فيه مياه الأمطار أو الصّرف الصّحي، كما أنّ مياه جديتا نظيفة ويتم تعقيمها بشكلٍ دائم، لذلك سعدنايل خالية من الإصابات، وكل ما هو متداول عن الإصابات في البلدة هو نوع من الإشاعات لا صّحة لها".
على الرغم من أن الفحوص المخبرية أثبتت أنّ العديد من مصادر المياه صالحة للشّرب، لكن هذا لا يعني أنها تصل للمُواطن نظيفة.
وفي حديثٍ لموقعنا مع رئيس مصلحة المياه في البقاع الجنوبي الأستاذ محمود مراد قال: "بالنّسبة لعدوى الصفيرة، نحن نقوم بفحص المياه بشكل دوري من مصادرها وفي الخزانات وفي شبكات التّوزيع، في كلٍّ من البقاع الغربي والأوسط والشمالي في المختبر التابع للمؤسّسة، وهو مجهّز بشكل كامل، ولدينا خط ساخن ١٧٨١ لشكاوى المُواطنين، وهناك تنسيق مع وزارة الصّحة التي تبلّغنا بالحالات المسجّلة في البقاع جرّاء تلوث المياه، لنتّخذ الإجراءات اللّازمة للتّأكد من مصدر التلوث".
وتابع قائلًا: "أمّا شبكات التّوزيع من الهرمل حتّى مرج الزهور، فهي جديدة بنسبة ٩٠٪، وهناك بعض البلدات التي ليس فيها شبكة صرف صحي، ومعظم السّكان يستخدمون الآبار السّطحية وهي من أكثر أسباب تلوث المياه الجوفية والتسبّب بالأمراض المعدية".
يُواجه المجتمع اللّبناني اليوم تحدّياتٍ مختلفة، يتصدّرها انتشار الفيروسات كاليرقان وفيروساتٍ أخرى مثل الكوليرا والحصبة والأمراض الجلدية وغيرها والتي تحمل دلالة واضحة على أنّ المجتمع اللّبناني غير محصّن وليس بمقدوره فعل أي شيء، فلابدّ من السّيطرة على انتشار مرض اليرقان أو أي وباء قد يظهر في المستقبل، والسّؤال الذي يطرح نفسه هُنا، حين يُصارع المُواطن عناء تأمين القوت اليومي والأدوية، وتُعاني فئات واسعة من شبابه من البطالة، لتأتيه الأمراض كرصاصة الرحمة، ماذا بعد؟.
أماني النجّار - الأفضل نيوز