'كلمتين عالبارد' بقلم قاسم حنينو
مقالات وتحقيقات |
السبت ٧ تشرين ثاني ٢٠٢٤
لن نخطئ اذا اسمينا الاسبوع المنصرم اسبوع الشهادة والشهداء فقد كانوا الحدث والحديث ..ونحن والشهاده ومقارعة الباطل (قصة قديمة)تعود الى أكثر من ١٤٠٠عام منذ الإمام الأول علي (ع) اول من قال في خيبر: لن تقيموا دولتكم ..الى الامام الثالث الشهيد الحسين(ع) الذي وقف بكربلاء وقال :لن تقيموا دولتكم..
والتاريخ يتكرر الى ايامنا هذه، فيبرز ابناء تلك المدرسه عباس رعد وعلي داوود ورفاقهم بكل ايمانهم وجهوزيتهم ليقولوا لذاك العدو المتغطرس واركانه المتوحشين: لن تقيموا دولتكم…
عباس ، (سراج)، يا إبن بلدي يليق بك الإسمين. تيمناً ببطل كربلاء وقائد معركه الحق وركنها ..فكان مثالك في التضحية والشجاعة ، وسراجاً منيراً ينير درب التائهين ، والمناضلين، الى فلسطين..
ويأخذنا الحديث عن الشهداء الى أهلهم، الى دموع امهاتهم ومحبيهم وابائهم وصبرهم، ونتوغل أكثر لنتحدث قليلاً عن والد الشهيد عباس، الحاج محمد رعد جبل الصبر والصلابة والعنفوان، هو سياسي جدّي لم تأخذه السياسة الى ازقتها الضيقة ولم تلبسه اثوابها القذرة، بقي ملتزماً بقضايا الناس ولا غرابة فهو منهم، وسيصبح ملتزماً بقضايا اهالي الشهداء فقد اضحى منهم، ففي السياسة وُجد الحلال والحرام أيضاً.
محمد رعد، كلنا عزيناه وباركنا له وشاهدناه على الشاشات، صلب فخور مؤمن صابر ،
لم يعطِ للعدو أي اشارة انكسار او ضعف.
محمد رعد، تذهب لمواساته فيواسيك، تقف أمامه دامعاً فيقابلك بإبتسامة، تحاول أن تشد من أزره، فيشد من أزرك ويربت بكلتا يديه على كتفيك، فتفهم الرسالة.
رساله الشهداء والشهود، نفهمها ونقرأها جيداً، ونحن ابناء ذاك الإمام القائل : إذا واجهتم العدو قاتلوه بأسنانكم وأظافركم.
محمد رعد، من أين لك هذا الايمان وهذا الهدوء والانتماء الوطني الناصع كثلج صافي والنقي كمياه اقليم تفاحه؟،والذي تجلى بالأمس بدعوتك جميع اللبنانيين لتكون شهاده عباس منطلقاً للتلاقي ونبذ التفرقة. (لم اقرا التصريح بحرفيته) لكنه قمة الوعي والحرص على هذا الوطن الجميل، والذي ندعو الجميع الى ملاقاة هذه الدعوة الصادقة.
وكما قدم الشهداء انفسهم من أجل هذا الوطن فليقدم السياسيون شيئاً!، وليهدي الرحمن عقول الحكام.
محمد رعد، أديت قسطاً للعلى ولن نقول لك استرح، فالمناضلون لا يتقاعدون. إذهب الى روض عباس ، إزرع وردة، وإقرأ له ما تيسر من السور، وأبكيه. إبكِ ما شئت ،فأنت إنسان ،وسنبكِ معك إما شهيداً أخذته الحرب أما غائباً أخذته الغربة، وإما مريضاً سيأخذه الموت، على أمل أن لا نبكي على وطن.