ما الرسالة من اطلاق سراح ترقيات الضباط؟
مقالات وتحقيقات |
الأحد ٩ حزيران ٢٠٢٥

رأت هذه المصادر ان من بين الرسائل التي اراد بري ايصالها، ان لا مشكلة لديه مع شخص العماد عون وانه يؤيده في عمله ويمكنه التواصل معه من دون اي صعوبة، على عكس العماد عون السابق الذي لم يكن هناك من كيمياء بينهما على مر السنوات. ولكن هذا الانفتاح على العماد عون الحالي، يتوقف عند حدود المعركة الرئاسية، اي ان بري ليس مستعداً التخلي عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لدعم قائد الجيش، وانه بخلاف الانتخابات الرئاسية، فإن كل الابواب مفتوحة للنقاش بين الرجلين، وان بري مستعد لتسهيل كل الاجواء الى اقصى الحدود الممكنة. ويدرك رئيس المجلس اهمية خطوة الافراج عن الترقيات وانعكاسها الايجابي الكبير على العماد عون الخارج حديثاً من نشوة الافراج عن المواطن السعودي مشاري المطيري، وهي الخطوة التي لاقت ترحيباً محلياً واقليمياً مهماً ووضعها البعض في خانة النقاط التي كسبها العماد عون في السباق الرئاسي.
ولكن، تتابع المصادر، كان من المهم لبري ان يعيد الحياة الى الصراع بينه وبين عون الاكبر عبر تسجيل نقاط لصالحه وافهام الجميع انه هو من يملك مفاتيح الحلول في لبنان، كما كانت مناسبة لـ"زكزكة" رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ودعوته، بطريقة غير مباشرة، الى الحد من حماسته في المعارضة والوقوف في وجه بري وحزب الله اقله في الموضوع الرئاسي، ودفعه الى التفكير بأنه اذا كان هناك من اي فرصة للتخلّي عن فرنجية، فالبديل سيكون اسوأ بالنسبة الى باسيل لان بري سيعمد عندها الى دعم من يستحيل لباسيل الانسجام معه على مدى ست سنوات، وقد يكون العماد جوزاف عون في رأس هذه اللائحة.
وتشير المصادر نفسها الى انّه من بين الرسائل ايضاً، التواصل مع الداعمين الاقليميين والدوليين للعماد عون، وتوضيح ان رفض بري لوصوله الى الرئاسة ليس شخصياً، وانه يمكن للداعمين التواصل معه للوصول الى قواسم مشتركة حول مواضيع اخرى، خصوصاً وان بري اثبت اكثر من مرة، انه قادر، من خلال شبكة اتصالاته وعلاقاته مع اللاعبين المحليين جميعاً، ان يكون عنصراً مساعداً للاعبين الاقليميين والدوليين على الساحة اللبنانية.
تشدد المصادر على ان ما قام به بري، كان مدروساً ولم يأتِ عن عبث او عن قلة تخطيط، وهو وان عاد بالفائدة على العماد عون، الا انه يحمل فائدة كثيرة لرئيس مجلس النواب لن يتردد في استغلالها عندما يحين الوقت، ليبقي على الصورة التي نسجها على مدى عقود من الزمن، الممر الالزامي للحلول في لبنان مهما تغيرت الظروف وفي اي زمان، ومن لم يلمس هذا الامر خلال السنوات الماضية، فهو الوحيد "الغريب عن اورشليم" كما يبدو.
طوني خوري - النشرة