مقتل باسكال سليمان.. المخابرات أماطت اللثام عن الملابسات
مقالات وتحقيقات |
السبت ٧ نيسان ٢٠٢٤
حتى الموت في لبنان أصبح «قسمة ونصيب» على أيدي عصابات الجريمة المنظمة، فهذا الوطن الذي كان جميلا وموئلا للأشقاء والأصدقاء يأتونه من اربع رياح الأرض، تحول بسبب اختلال الوزن السياسي والاقتصادي والمالي نتيجة القصور لدى الطبقة السياسية العاجزة عن إدارة شؤون الوطن بنفسها من دون وصي أو أوصياء، إلى غابة مستباحة يرتع فيها كل المجرمين الخارجين على القانون، القادمون من خلف الحدود والمشبكين مع أمثالهم في الداخل والذين كادوا ان يدفعوا بالأمور إلى مرحلة الاختلال الأمني.
كثرت التحليلات والتسريبات وادعاء البطولات من الجهات غير الصالحة، لليوم الأسود الذي أودى بحياة القيادي في حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان المعروف لدى محبيه ومحيطه القريب والبعيد بسيرته الحسنة وحبه لوطنه وبعقله المنفتح على التلاقي والحوار في وطن الرسالة والدور. ووجدت طوابير الفتنة المعادية ضالتها في هذا الحادث الإجرامي الذي هز لبنان، وسارعت إلى استباق الجهود الجبارة التي بذلتها ولاتزال مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لكشف كل ملابسات الجريمة وإلقاء القبض على جميع المتورطين وسوقهم إلى قوس العدالة لينالوا عقابهم المستحق، فما الذي حصل وفق الرواية الحقيقية من المصدر المسؤول وباقتضاب شديد لسلامة التحقيق؟
قال المصدر لـ «الأنباء» ان الأمر «محض صدفة، وهذه هي الحقيقة التي يجب ان نتقبلها، واطمئنان باسكال سليمان لسلامة الوضع الأمني وعدم انتباهه للمخاطر جعله يقع في شرك عصابة الجريمة المنظمة بعدما أفلت منها آخرون. ففي دوافع الجريمة واستنادا إلى اعترافات الموقوفين، تبين أن سرقة السيارات ونقلها إلى سورية هي هدف العصابة الأساسي، وذلك نظرا لعدة أمور تتصل بنشاط هذه العصابة وأبرزها الآتي:
أولا: ارتباط العناصر المتورطة في جريمة قتل باسكال سليمان بشبكة سرقة سيارات معروفة من أبرز عناصرها المجرم المطلوب أحمد نون.
ثانيا: تقاطع الإفادات حول محاولة سرقة سيارتين مباشرة قبل التعرض لسيارة باسكال سليمان، اذ تمكن سائق السيارة الأولى من الهروب بعدما ضاعف سرعته ولم يمتثل للمجرمين بالتوقف، وكادت السيارة الثانية التي على متنها سيدتان ان يفقد السيطرة عليها بعد هروب السائقة مسرعة، إلى ان كان باسكال هو الثالث، واستغلوا انشغاله بمكالمة هاتفية ولم ينتبه إلى الكمين فأطبقوا عليه بعدما قطعوا الطريق على مساره، وعندما حاول مقاومتهم اقدم كل من السوريين بلال دلو وفراس ميمو ومحمد الخالد على ضربه على رأسه بأعقاب المسدسات، إلى ان غاب عن الوعي، فارتبكوا ووضعوه في صندوق سيارته وبدأوا رحلتهم باتجاه الأراضي السورية وفق الرواية التي صارت معلومة، ليتبين عند وصولهم إلى الداخل السوري انه نزف حتى فارق الحياة فألقوه في أحد القرى السورية حيث وجد».
وأوضح المصدر ان «ذات العصابة قامت بتنفيذ عمليات سرقة سيارات عدة قبل تاريخ 7 الجاري، وأن الجريمة وقعت بواسطة سيارة مسروقة من منطقة الرابية، ولم يتبين تقنيا ومن خلال التحقيقات ملاحقة العصابة للمغدور أو مراقبته سواء قبل الحادثة أو بتاريخها. وتبين تقنيا أن عناصر من العصابة نشطت في الأيام السابقة للحادثة باستطلاع عدد من المناطق خاصة كسروان والشمال بهدف تحديد سيارات بغية سرقتها».
وكشف المصدر عن انه «تبين أن السوري فراس ميمو قد أوقف بتاريخ 5/5/2023، من قبل مديرية المخابرات لقيادته سيارة من دون أوراق ولدخوله الأراضي اللبنانية خلسة وسلم إلى مخفر درك غزير، حيث تمكن لاحقا من الفرار من مخفر درك غبالة برفقة السوري باسل سامر علوش».
وأشار المصدر إلى انه «ما زالت التحقيقات مستمرة لمتابعة حيثيات الحادثة وملاحقة أفراد العصابة لاسيما تحديد هوية السوري زكريا الملقب أبو كريم، وان هناك جهودا تبذل بهذا الخصوص على كل المستويات للوصول إليه وتوقيفه».
ولفت المصدر إلى ان «عملية الرصد والمتابعة والملاحقة والكشف عن الجريمة وتوقيف عدد من المتورطين في لبنان وفي الداخل السوري، تمت عبر عمليات أمنية احترافية نفذتها مديرية المخابرات من أولها إلى آخرها، ولا صحة لادعاءات البعض الباحثين عن أدوار وهمية من انه ساهم عبر التواصل مع الجانب السوري في الكشف عن مكان جثمان باسكال وتسهيل تسليمه».
وأكد المصدر ان هناك «معلومات ومعطيات يتم التحفظ عليها حتى الوصول إلى جميع المتورطين من سوريين او لبنانيين حتى جلاء كامل الحقيقة وربما كشف جرائم أخرى».