هل يكون فرنجية 'ترضية' رئاسية لـ'اتفاق الحدود'؟
مقالات وتحقيقات |
السبت ٧ كانون ثاني ٢٠٢٤
ولذا تقدم الرئيس نبيه بري سريعاً وجدد إعلانه سليمان فرنجية المرشح الوحيد للرئاسة، وهي رسالة للأميركيين بأن فرنجية هو القادر على إدارة التفاوض حول الملفات بعد حرب غزة، فيما يتمسك "حزب الله" به كمرشح "لا يطعن ظهر المقاومة" إذا تم التوصل الى اتفاقات، ويعك
س هيمنته بعد التغيرات التي حدثت في جبهة الجنوب.
وبمعزل عن السيناريوات المطروحة بعد إعادة طرح فرنجية، وإمكان إيصاله إلى سدة الرئاسة في ظل العقبات القائمة، فإن الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان، إذ توحي الأجواء الإقليمية المستجدة بأن المنطقة دخلت في مأزق جديد، أعادت الامور إلى نقطة الصفر. التصعيد في اليمن يدل على إنسداد اي أفق للتوصل الى تفاهمات، وهو أمر سينعكس حكماً على الساحات المختلفة، ومن بينها لبنان. والواضح من خلال استمرار المعركة في جبهة الجنوب، أن "حزب الله" سيكون أكثر تشدداً في الملفات الداخلية وهو يعتبر انه بات يمتلك أوراق قوة فائضة في التفاوض وفي الميدان، مراهناً على عدم قدرة الاحتلال على خوض حرب كبرى على جبهة ثانية بعد غزة. وهو قادر أيضاً على فرض شروطه من خلال التمسك بمرشحه فرنجية وأن حظوظه باتت أوفر، طالما أنه يتلقى رسائل دولية تطالبه بالتهدئة على جبهة الجنوب.
الواضح وفق المسارات أن جبهة الجنوب تبقى الساحة الرئيسية التي يمكن أن تشعل الحرب الإقليمية الشاملة، إذا نفذت إسرائيل تهديداتها، فعلى الرغم من أن ما حدث في اليمن قد يؤدي إلى تصعيد واسع في البحر الأحمر، إلا أن طهران لا ترد مباشرة في منطقة على حدودها وهي توازن في خياراتها، إلا أنها تتجنب المواجهة المباشرة. ووفقاً للوقائع، إن فك الارتباط بين جبهة غزة وجنوب لبنان، غير ممكن عملياً، ولا سياسياً، خصوصاً وأن "حزب الله" اسقط ما يسمى بالمنطقة العازلة ويستمر في عملياته الضاغطة، رغم الخسائر التي تكبدها، إضافة إلى أن جبهة لبنان بالنسبة إلى إيران هي الوحيدة التي تؤمن حالة تواصل مباشرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومع القضية الفلسطينية، واي تسوية أو حل لا بد أن يرتبط بسلة تفاهمات إقليمية تحافظ فيها على تأثيرها ودورها في المنطقة. وعليه ستبقى جبهة لبنان مفتوحة ربطاً بغزة ومعها الفراغ والاستنزاف إلى أن ينضج مسار التفاوض قبل أن تدهمنا حرب إسرائيلية باغتة...