كرة الحوار في ملعب فرنجية.. هل يحمل لودريان تسوية شاملة لتجديد النظام؟
مقالات وتحقيقات |
السبت ٢٧ حزيران ٢٠٢٤
ومنذ غادر لودريان الى باريس لرفع تقريره الى الرئيس إيمانويل ماكرون ووزيرة الخارجية كاترين كولونا، تلاحقت الدعوات من قبل ثنائي أمل – حزب الله الى حوار داخلي للتوافق على رئيس الجمهورية المقبل، في مقابل رفض قاطع من قبل الفريق الآخر لا سيما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يصرّ على أن حوار مع الحزب لن يأتي بالنتيجة المرجوة طالما ان الحزب لا يزال حتى هذه اللحظة يكرّر موقفه المتمسّك بترشيح سليمان فرنجية الى الرئاسة.. فما الجدوى من حوار نتائجه معروفة سلفاً؟
وفيما يبدي الحزب التقدمي الاشتراكي استعداده للذهاب الى حوار حقيقي يؤدي في نهاية المطاف الى رئيس توافقي ينهي مرحلة الشغور في سدّة الرئاسة الأولى، لا يمانع التيار الوطني الحر بدوره الجلوس الى طاولة حوار لكن شرط أن يسحب الثنائي الشيعي ترشيح فرنجية أوّلا، وفق التسريبات التي تحدثت عن اتفاق تحت الطاولة يجري البحث في تفاصيله بين الحزب والتيار.
وهنا ترى مصادر مطلعة أن المخرج الأقرب الى المنطق والذي قد يُعتمد إذا ما سارت الأمور كما هو مخطّط لها، يكمن في إعلان فرنجية انسحابه من الحلبة الرئاسية. بذلك يرضي حزب الله رئيس التيار جبران باسيل من جهة، ويليّن موقف قوى المعارضة من جهة ثانية بحيث لا يشعر هذا الفريق بأن الثنائي يملي عليها اسم الرئيس أو يفرض عليها أي شروط.
لكن إذا سلكت الأمور هذا الاتجاه تسهّل مهمة لودريان ونقطع قطوع الرئاسة، لكن هل تحلّ الأزمة السياسية اللبنانية؟
الأكيد أن الواقع اللبناني اليوم بات مأزوماً لدرجة أن كل استحقاق ومحطة مهمّة يتطلّب إنجازها أشهرا من الأخذ والردّ وفي معظم النهايات يأتي الحلّ من الخارج، ما يؤكّد نظريّة أن لبنان بات فعلا بحاجة الى تسوية شاملة بعدما تبدّلت موازين القوى في البلد وبات حزب الله المكوّن "الملك" في اللعبة السياسية اللبنانية يتحكّم بكل القضايا الأساسية ونجح بالمحافظة على سلاحه غير الشرعي والاستقواء على مؤسسات الدولة بلا حسب ولا رقيب. فهل يصل لودريان في مشاوراته مع الرئيس ماكرون والوزيرة كولونا الى هذا الاستنتاج ويبدأ العمل على تعديل النظام الداخلي في لبنان؟
زينة عبود - ليبانون فايلز