علاج جديد لمرض السكري
مقالات وتحقيقات |
الجمعة ٧ نيسان ٢٠٢٥

وخلص باحثون من مركز أبحاث “جي.إي” وكلية الطب بجامعة ييل وجامعة كاليفورنيا ومعاهد فينشتاين للأبحاث الطبية، إلى طريقة فريدة من نوعها غير جراحية بالموجات فوق الصوتية مصممة لتحفيز أعصاب حسية معينة في الكبد.
وأعلن الفريق، الذي يضم مختبر رايموند هارزوغ ، و”آم.دي”، و”أم.آيتش.أس” عن نتائجه في دورية “ناتشر بيوميديكل انجينيرينغ”، حيث يجري فريق المحققين تجارب جدوى بشرية مع مرضى السكري من النوع 2، مما يجعل الدواء أقرب إلى اليوم الذي لم تعد فيه مراقبة مرض السكري وإدارته من خلال اختبارات سكر الدم وحقن الأنسولين والعلاجات الدوائية.
وأوضح القائمون على الدراسة أن الهدف من هذه البحوث هو توفير علاج طويل الأمد للمصابين بداء السكري من النوع 2، للتخفيف من حدة المرض وربما عكسه.
ويؤثر مرض السكري من النوع 2 على الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، تؤدي الحالة طويلة الأمد إلى زيادة نسبة السكر في الدم في مجرى الدم، ويعتبر مرض السكري من الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلية.
وأظهر الباحثون كيف يمكن لفترات قصيرة من الموجات فوق الصوتية التي تستهدف مجموعات معينة من الأعصاب في الكبد، أن تخفض مستويات الأنسولين والغلوكوز بشكل فعال.
وتسمى هذه التقنية بالتحفيز المحيطي المركّز بالموجات فوق الصوتية، والتي تسمح بتوجيه نبضات الموجات فوق الصوتية عالية الاستهداف إلى أنسجة معينة تحتوي على نهايات عصبية.
وأوضح الباحثون أنهم قاموا باستخدام “هذه التقنية لاستكشاف تحفيز منطقة من الكبد تسمى البوابية الكبدية، التي تحتوي على الضفيرة العصبية التي تنقل المعلومات الخاصة بالغلوكوز وحالة المغذيات إلى المخ، ولكن يصعب دراستها نظرا لأن هياكلها العصبية صغيرة للغاية، بحيث لا يمكن تحفيزها بشكل منفصل باستخدام الأقطاب الكهربائية المزروعة’.
وأوضح رايموند هيرزوغ، اختصاصي الغدد الصماء في كلية الطب بجامعة ييل والذي يعمل في المشروع، أن التجارب السريرية المستمرة أفادت بأنه يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لخفض مستويات الأنسولين والغلوكوز، ومن ثم فإن التعديل العصبي بالموجات فوق الصوتية سيمثل إضافة مثيرة وجديدة تماما لخيارات العلاج الحالية لمرضى السكري.
يقول هيرزوغ، الأستاذ المشارك في قسم الطب الباطني في جامعة ييل، “على الرغم من أن لدينا بالفعل مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدوية المضادة للسكري المتاحة لنا لعلاج مستويات الجلوكوز المرتفعة، فإننا نبحث دائما عن طرق جديدة لتحسين حساسية الأنسولين في مرض السكري”.
وأضاف هيرزوغ “للأسف، لا يوجد حاليا سوى عدد قليل جدا من الأدوية التي تخفض مستويات الأنسولين”، وأوضح “إذا أكدت تجاربنا السريرية المستمرة وعدد الدراسات قبل السريرية المذكورة في هذه الورقة، ويمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لخفض مستويات الأنسولين والجلوكوز، فإن التعديل العصبي بالموجات فوق الصوتية سيمثل إضافة مثيرة وجديدة تماما لخيارات العلاج الحالية لمرضانا”.
وكشفت نتائج الدراسة أن ثلاث دقائق فقط من الموجات فوق الصوتية المركزة كل يوم، كانت كافية للحفاظ على مستويات السكر في الدم الطبيعية في الحيوانات المصابة بداء السكري.
وتمثل النتائج المبلغ عنها علامة بارزة في مجال الطب الحيوي الإلكتروني، والذي يستكشف طرقا جديدة لعلاج الأمراض المزمنة مثل مرض السكري باستخدام أجهزة طبية جديدة لتعديل الجهاز العصبي في الجسم، وعلى مدى السنوات الست الماضية طورت “جي.إي ريسارتش” تقنية تحفيز جديدة غير جراحية تستخدم الموجات فوق الصوتية لتحفيز مسارات عصبية معينة داخل الأعضاء المرتبطة بالمرض.
وشارك المتعاونون في دراسات إضافية تبحث في تأثيرات الجرعات البديلة مثل نوع النبض بالموجات فوق الصوتية ومدة العلاج، ومن المتوقع أن يقدم الفريق تقريرا عن تلك الدراسات في وقت لاحق من هذا العام.
وبينما تُجرى الدراسات على البشر حاليا لمعرفة ما إذا كانت هذه الطريقة يمكن أن تحقق نفس النتائج، فإن هناك عقبات أخرى تواجه النشر السريري الواسع لهذه التقنية بخلاف إثبات فعاليتها، إذ تتطلب أدوات الموجات فوق الصوتية الحالية المستخدمة لأداء هذا النوع من التقنية فنيين مدربين.
ويوضح الباحثون أن التكنولوجيا موجودة لتبسيط هذه الأنظمة بطريقة يمكن استخدامها من قبل المرضى في المنزل، ولكن يجب تطويرها قبل نشر هذا العلاج على نطاق واسع.
وأبدى بعض العلماء تحفظات وحذرا في تفسيرهم لهذه النتائج الجديدة، فعلى الرغم من أن هذا الابتكار يمكن أن يؤدي في النهاية إلى نوع جديد من علاج مرض السكري، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من العمل قبل الإقرار بجدوى فاعليته على البشر، مشيرين إلى أن “النهج يتطلب المزيد من الاختبارات على الحيوانات الأكبر حجما.
المصدر: العرب اللندنية