الجيش والأبن الوحيد.... فؤاد سمعان فريجي
مقالات وتحقيقات |
الأحد ٩ آب ٢٠٢٥

كتَب : فؤاد سمعان فريجي
ما وصل اليه حال البلد يدعو للقلق والشفقة ، كل موبقات السياسة والفساد والسمسرات والأختلاسات تعوم فوق بحر المصائب .
لقد خرج الصبر من عقاله ، والنَّاس وصلت الى طريق مسدود في كيفية تدبير امورها بعد الأنهيار المالي وجنون الدولار !
يُصادف عيد الجيش اللبناني هذا العام والبلد عاى مفترق طرق ، يتأرجح بين الحياة والموت .
لقد ثبت دمغاً ان القوى والزعامات السياسيية هم جماعة من مقاولي الحروب والدم ، والدلالة ما وصلنا اليه !
ان الأخطاء القاتلة التي تتكرر من السلطة السياسية القابضة بأظافرها السامة على عنق القرار ، تقوم في كل فترة بتدبير في حق الجنود والمتقاعدين ، منه ما حصل في رواتب العسكريين يوم ٢٩ تموز ، عدا عن اقتطاع جزء من رواتب العسكريين لحصر النفقات ، اي نفقات ؟ انتم دمرتم البلد وتجلسون في القصور بينما الجندي اللبناني يقف في تلال الحمرا وكفرشوبا والعديسة وباقي النقاط الساخنة لمواجهة فتيل التفجير المتنقل !
اي نفقات تتكلمون عنها ؟
وتقوم قيادة الجيش بأخراج اللحمة من رزنامتها الغذائية بسبب الأرتفاع الحاد في اسعارها .
بينما انتم اكلتم الأخضر واليابس وكل رجل في السلطة السياسية عليه ان ينحني لأفراد المؤسسات الأمنية والعسكرية في هذا البلد ، لأن هؤلاء هم نخبة القوم ولَم يتلوثوا في صفقاتكم وتحالفاتكم .
أخر القلاع المغروسة في باطن الأرز ، هي المؤسسة التي اعطت من ذاتها وقدمت ارتال من الشهداء ليزنروا لبنان بالشهادة والسلام .
ان الأحداث التي حصلت وكانت موجهة الى المؤسسة العسكرية بدءاً من احداث الضنيه في العام ٢٠٠٠ حتى ملحمةالصمود في نهر البارد وعملية صيدا وموقعة عرسال ورأس بعلبك ، في كل هذه المحطات الشرسة وقف الجيش في صمود اسطوري لا يعرفه اياً من الجيوش .
وتأكيداً عاى ذلك هذه شهادة من الجنرال الأميركي كينيت ماكينزي ( ان الجيش اللبناني الذي يدافع عن استقلال لبنان وسيادته يملك القدرات المميزة ويتمتع في مختلف المستويات القتالية )
إذاً في هذا الظرف الدقيق لن يبقى لنا أملاً وحبل نجاة سوى هذه المؤسسة التي تشكل النموذج اللبناني والذي منه تأخذ الحرية ملاذاً للديمقراطية وحب الحياة .
لو جميعكم يقفون خلف هذه المؤسسة والله لكان لبنان دولة القانون الأولى ، لكن دائماً كما هو معلوم الحرامي يخاف من الشرطي !
على اي حال في مقال لي منذ ١٤ عاماً قلت واعود وأكرر في العام ٢٠٢٠ ان لا خلاص لهذا البلد إلا بأن يحكم الجيش ويضع يده على الشاردة والواردة كي تستقيم امور البلد الذي نهشته تحالفات السياسيين ومصالحهم حتى جعلوه كومة من الرماد بعدما اشعلوا ناره مرات ومرات .
ايها اللبنانيين
وحدها هذه المؤسسة تتعامل مع أبنائها بتجرد واخلاص لا تُميز بين a او b وتعتبر انها تملك أبناً وحيداً اسمه لبنان ، اتحدوا وتوحدوا الى جانبه وإلا سنخسر جميعاً .
وفِي هذه المناسبة الوطنية من عمق المحبة ، سلاماً الى قائد الجيش العماد جوزف عون والى ضباط القيادة وكافة الأشاوس الذين ينتشرون من رأس الناقورة حتى النهر الكبير دفاعاً عن لبنان .
زحله في ٣١ تموز ٢٠٢٠