تحذير فرنسي جديد. إسرائيل قد تقدم على عمل ما قريبًا!
مقالات وتحقيقات |
السبت ٧ شباط ٢٠٢٤
في إيقاع الرسائل المتتالية، ربط بما يجري في غزة، وخصوصاً في المرحلة الحالية التي انتقل الحديث فيها عن رفح، واقتراب شهر رمضان، وما يمكن أن تتعرّض له إسرائيل من ضغط لعمل مبكر قبل بدء شهر الصوم لدى المسلمين، ما سيعرّضها لضغط إعلامي وسياسي عالمي، لا تزال أساساً تحت وطأته ربطاً باستهداف المدنيين والمستشفيات والمدارس، وخصوصاً أن ذلك يمكن أن يتمدّد أكثر نحو الدول العربية، ولا سيما التي لا تزال تقف موقفاً أقرب الى المتفرج. والأمر نفسه يتعلق بلبنان لجهة المدة الزمنية التي يمكن أن تلوح فيها بوادر أيّ عمل يستهدفه
.
في المقابل، يقف إيصال الرسائل الى لبنان عند حدود التبليغ فحسب، إذ إن الدول الغربية التي كثّفت زيارات موفديها لبيروت تدرك أن لبنان الرسمي ليس سوى صندوق بريد للرسائل، وأن لا قدرة له على التعامل بموضوع الحرب أو السلم إلا في الشكل.
وفي موازاة ذلك، وباستثناء الاتهامات المتبادلة بين حزب الله وخصومه حيال مشاركته في قرار ربط الجنوب بغزة، لم يتطوّر الأداء السياسي الى ما يعكس فعلياً خطورة أن الوضع اللبناني، وليس الجنوبي وحده، أصبح على المحك. لا بل إن قرار حزب الله زاد من الشرخ الموجود أصلاً في لبنان، وأيّ تمدّد للعمليات الإسرائيلية بما يتعدّى الإطار المضبوط حالياً، وفق ما يصل من تحذيرات، سيكون انعكاسه سياسياً، أبعد بكثير مما خلقته حرب تموز. واستطراداً، فإن لبنان يتصرّف على أنه يضع رهانه كلّه على الضغط الأميركي على تل أبيب من جهة، ومن جهة أخرى على نجاح مساعي التفاوض الأميركي - الإيراني غير المباشر وعدم رغبة إيران في الذهاب الى حرب شاملة في المنطقة، ما جعل إيقاع حرب الجنوب مضبوطاً ومحصوراً. وترى الأقنية الديبلوماسية المعنيّة في ذلك استسلاماً لبنانياً مطلقاً، إن لمنطق حزب الله في فرض معادلة الحرب جنوباً، أو لمنطق التفاوض الذي قد يطول ويتبدّل بحسب إيقاع الإدارة الأميركية ومصالح طهران في المنطقة والأثمان التي تريدها. ويتناسى، في الوقت نفسه، أن حسابات إسرائيل بعد 7 تشرين الأول قد تكون متفلّتة من أيّ قيود، ولم تعد تخضع للقراءات والسلوكيات المعتادة، بما في ذلك ربط قراراتها العسكرية بما تريده واشنطن
.
في المقابل كتبت «نداء الوطن» أن قيادة «اليونيفيل» تلقت من الجانب الاسرائيلي «أسفاً» لسقوط المدنيين في الغارة الإسرائيلية على النبطية الأسبوع الماضي. ووصفت المعلومات ذلك بأنه يماثل الموقف الاسرائيلي بعد مقتل الفتيات الجنوبيات الثلاث وجدّتهم في القصف الاسرائيلي على عيترون في تشرين الثاني الماضي. وتولت «اليونيفيل» نقل «الأسف» الاسرائيلي الى لبنان عبر الجيش الذي تولى بدوره إبلاغه الى «حزب الله». وفي الوقت نفسه، أرفقت تل ابيب «أسفها» بالتأكيد على استمرارها في تعقب الأهداف العسكرية في لبنان.
هيام القصيفي - الأخبار