كفى تبعية وزبائنية... فلنلتف جميعا حول جيشنا الوطني
مقالات وتحقيقات |
الإثنين ٢٩ نيسان ٢٠٢٤
يهمنا ان نؤكد، ان كل مواطن وإعلامي مسؤول يقدّم مصلحة الوطن على ما عداها ويقوم بما يمليه عليه واجبه الوطني والتزامه أحكام القانون وأخلاقيات المهنة. صحيح ان حرية الإعلام في لبنان مكرّسة في الدستور ومن صُلب مقدّمته، لكن هذه الحرية يجب أن تُمارَس في كل الظروف تحت سقف القانون ووفق أحكامه، فكيف بالحري في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد هذه الايام؟. مسؤوليتنا كبيرة في هذه الظروف الدقيقة وبخاصة في ظل حربنا الكونية مع العدو الإسرائيلي، وفي ظل ما تشهده الساحة اللبنانية من أوضاع أمنية ومحاولات للعبث بأمن البلاد والعباد، فلماذا لا نترك الجيش وقوى الأمن لكي تحافظ على هذه البلاد؟. فبدل انتقادها وتوجيه السهام اليها واطلاق النار عليها يجب حمايتها والوقوف إلى جانبها. تُعتبر الحرب الاعلامية أحد أسلحة الإرهاب، والعدو يستعملها كوسيلة من وسائل عدوانه على لبنان، لكن تشبثنا بحرية الإعلام والدفاع عنها لا يعني غض الطرف عن تجاوزات قد تصل في البعض إلى حدود الفلتان الإعلامي غير المقبول. فليس مسموحًا أن يغلّب التنافس والسبق الإعلامي على المصلحة الوطنية العليا أو على أمن وامان الوطن. لذا لا يجب أن نساعد أو نحرّض أو نصوّب بهدف البحث عن الشهرة لكي نحرك البوصلة باتجاه معاكس. واجبنا رفض أن يكون اعلامنا منبرًا مجانيًا لكل من يريد أن يعبث بأمن البلاد، وجيشنا الوطني والقوى الامنية دائماً ودوماً وُجدوا لحماية أمن هذا الوطن وأهله وأبنائه، كما انهم أبناء هذا الوطن فكيف لنا أن نلحق الاذية بهم؟. هؤلاء من الواجب احترامهم وليس إطلاق النار عليهم لا قولاً ولا فعلاً. عندما تُخطىء هذه القوى العسكرية من المؤكد والثابت أن القانون سيحاسبها وليس نحن كمواطنين أو إعلاميين. من الممكن أن نضيء على خطأ إذا ثبُت ارتكابه من تلك الجهات فلن يردعنا أحد او يلاحقنا، بل على العكس قد نحصل على الشكر والتقدير. لذا علينا بالحيطة والحذر والدقة في هذه الاوقات العصيبة، لأن الوطن والمواطن لم يعد بإمكانهما احتمال المزيد من التحريض والتقسيم والمشاكل. كفانا ما نحن عليه ولنسرع بالحل، كفانا أحقاداً وكراهية، كفانا تبعية وزبائنية. "فلنلتف جميعاً حول جيشنا الوطني" فقد مرّ عليه الكثير من الصعاب والحروب واستطاع أن يتخطاها بقيادته الحكيمة وبوحدة عناصره وقرارته الرحيمة. لم يكن جيشنا يوماً ظالماً بل حمى المظلوم. لم يكن جيشنا يوماً مرتشياً بل كافح الفساد وعاقب الفاسدين. لم يكن جيشنا يوماً طائفياً بل احتوى الجميع.
الهدف مما سبق، ليس إعطاء درساً بالوطنية ولا وعظةً لأحد، إنما لفتة نظر وتذكير ببعض الحقائق الواضحة للعلن. الاطلالات عبر الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإطلاق النار الكلامي باتجاه جيشنا ليست "قوّة بل جُبن".
الجيش مسؤول عن السلم الأهلي والاستقرار العام وعلينا الوقوف وراءه في ظل المخاطر التي تهدد الوطن وليس مهاجمته، فمن يريد الضرر لوطننا وجيشنا لا يميز بين مواطن وآخر ويمارس عدوانه على الجميع من دون استثناء، لذا من الواجب أن نكون صفًا واحدًا إلى جانب جيشنا في مواجهته دفاعًا عن وطننا الحبيب وشعبنا الكريم.
ماريان الحاج عوطة